انطلاق مؤتمر التخطيط الرئيسي لتمرين الأسد الإفريقي 2026 في أكادير بمشاركة المغرب والولايات المتحدة ودول أخرى. تنسيق لوجستي وعسكري واسع لأكبر مناورة متعددة الجنسيات في إفريقيا.
انطلقت، اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025، أشغال المؤتمر الرئيسي للتخطيط لتمرين "الأسد الإفريقي 2026" بمقر قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية بمدينة أكادير، بمشاركة وفود عسكرية من المغرب والولايات المتحدة وعدد من الدول الإفريقية والأوروبية. ويستمر المؤتمر إلى غاية 12 ديسمبر الجاري، في إطار التحضير لأكبر مناورة عسكرية متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية.
تعاون مغربي–أمريكي راسخ
يُعد تمرين African Lion حجر الزاوية في التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة منذ إطلاقه سنة 2007. وتُشرف عليه القيادة الأمريكية لإفريقيا (AFRICOM)، فيما يحتضن المغرب الجزء الأكبر من أنشطته سنوياً، لما يتوفر عليه من بنية تحتية عسكرية ولوجستية متقدمة.
وقد شارك في نسخة 2024 أزيد من 8100 عنصر من 27 دولة، وتضمّنت عمليات مشتركة بالذخيرة الحية، وتداريب بحرية وجوية، وتمارين ميدانية، إضافة إلى برامج إنسانية وفحوصات طبية استفاد منها أكثر من 13 ألف مواطن.
مؤتمر أكادير: تنسيق دولي وتخطيط إستراتيجي
يركّز المؤتمر الجاري تنظيمه على وضع اللمسات النهائية للأهداف العملياتية والسيناريوهات، وتنسيق الجوانب اللوجستية الخاصة بنسخة 2026. ويشارك فيه ضباط من القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية ونظراؤهم من قوة المهام الأمريكية في أوروبا وإفريقيا (SETAF-AF)، إلى جانب ممثلين عن دول سبق لها المشاركة مثل غانا والسنغال وتونس وإيطاليا وهولندا.
ويُعد هذا اللقاء المحطة الثانية ضمن مسار التخطيط الثلاثي:
-
المؤتمر التخطيطي الأول (IPC) – مطلع 2025
-
المؤتمر الرئيسي للتخطيط (MPC) – المنعقد حالياً بأكادير
-
المؤتمر الختامي للتخطيط (FPC) – منتصف 2026 قبل انطلاق التمرين
وفق مصادر عسكرية، تركز هذه المرحلة على رفع جاهزية القوات، تعزيز التشغيل المشترك, ووضع خطط للتعامل مع تهديدات عابرة للحدود، بما فيها الإرهاب وعدم الاستقرار بمنطقة الساحل.
أهداف أوسع وتمرين آخذ في الاتساع
يستمر تمرين "الأسد الإفريقي" في النمو سنة بعد أخرى، سواء على مستوى عدد المشاركين أو طبيعة المهام. وتشمل أجندة 2026:
-
مناورات مشتركة بالذخيرة الحية
-
عمليات إنزال جوي وتمارين ميدانية
-
تدريبات بحرية في السواحل الأطلسية
-
محاكاة لإدارة الأزمات والكوارث
-
برامج طبية وإنسانية لفائدة الساكنة المحلية
ويؤكد خبراء أنّ هذا التمرين يعزّز الاستقرار الإقليمي ويعكس الدور المحوري للمغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة خارج الناتو، إضافة إلى انخراطه القوي في الأمن الإفريقي والتعاون جنوب–جنوب.
بالأرقام: تطور تمرين الأسد الإفريقي في السنوات الأخيرة
| السنة | الدول المشاركة | عدد العسكريين | أبرز الأنشطة | النتائج |
|---|---|---|---|---|
| 2022 | المغرب، غانا، السنغال، تونس | ~7500 | تدريبات ميدانية وإغاثة إنسانية | تعزيز الشراكات الإقليمية |
| 2023 | المغرب أساساً | ~8000 | عمليات جو–بر–بحر مشتركة | تحسين مستوى التشغيل البيني |
| 2024 | 4 دول | 8100+ | تداريب معقدة واستجابة للكوارث | مساعدات طبية لـ13 ألف شخص |
| 2026 (قيد التخطيط) | متعددة | لم يحدد | وضع السيناريوهات | رفع الجاهزية وتوسيع المشاركة |
أهمية استراتيجية تتجاوز التدريب العسكري
من منظور جيوسياسي، تساهم هذه المناورة الضخمة في:
-
دعم الأمن الإقليمي في شمال وغرب إفريقيا
-
تقوية قدرات الجيوش المشاركة على التعاون المشترك
-
مواجهة التهديدات في الساحل
-
تعزيز العلاقات المغربية–الأمريكية القائمة منذ معاهدة الصداقة 1777
في المقابل، تثار أحياناً نقاشات محدودة حول تخصيص الموارد أو تأثير التواجد العسكري الأمريكي في القارة، غير أن الغالبية ترى في التمرين آلية فعالة لترسيخ الاستقرار.
