محاولة انقلاب عسكري في بنين… ساعات نارية تهز غرب إفريقيا

 

محاولة انقلاب عسكري في بنين… ساعات نارية تهز غرب إفريقيا

محاولة انقلاب عسكري في بنين بقيادة العقيد باسكال تيغري تنتهي بالفشل بعد تدخل الجيش الموالي للرئيس باتريس تالون. توتر أمني في كوتونو وتحذيرات من تدخل فرنسي وإقليمي وسط أزمة سياسية متصاعدة.

في صباح الأحد 7 ديسمبر 2025، استيقظت بنين على واحدة من أخطر اللحظات في تاريخها السياسي الحديث، بعدما أعلن عدد من الضباط بقيادة العقيد باسكال تيغري الإطاحة بالرئيس باتريس تالون، وتعليق الدستور، وإغلاق الحدود، وتشكيل مجلس عسكري تحت اسم "المجلس العسكري للإعادة الإعمار" (CMR).

ورغم أن الضباط أعلنوا "السيطرة الكاملة"، أكدت الحكومة بعد ساعات قليلة أنّ المحاولة أُجهضت بالكامل إثر تدخل الحرس الرئاسي والقوات الخاصة، مع اعتقال 13 إلى 14 ضابطاً، بينهم قائد الحركة تيغري نفسه.

لكن المشهد لم ينتهِ هنا… فالبلاد دخلت مرحلة حساسة من التوتر الأمني والسياسي، مع تحذيرات من تدخل فرنسي أو إقليمي واحتمالات انفلات الوضع في منطقة تعيش أصلاً على وقع انقلابات متتالية.

محاولة انقلاب عسكري في بنين… ساعات نارية تهز غرب إفريقيا



كيف بدأت المحاولة؟… الهجوم على القصر والتلفزيون الرسمي

بحسب المعطيات الرسمية:

  • بدأ الانقلاب بمحاولة اقتحام قصر الرئيس تالون في بورتو نوفو.

  • تلا ذلك هجوم على مقر تلفزيون بنين (BTV)، حيث بثّ الضباط بيانهم الأول.

  • الجيش الموالي سرعان ما نفّذ عملية مضادة، أنهت سيطرة المتمردين على المبنى وأعادت البث الرسمي.

في البيان الانقلابي الأول، أعلن تيغري:

  • إقالة الرئيس باتريس تالون.

  • تعليق المؤسسات الدستورية.

  • إعلان حالة الطوارئ.

  • إغلاق المجال الجوي والحدود البرية.

وصف الضباط تحركهم بأنه "مسار لإعادة العدالة وإنهاء الفساد"، في خطاب يشبه روايات الانقلابات الأخيرة في النيجر وبوركينا فاسو.


دعوة للخروج الشعبي وتحذير مباشر إلى فرنسا

في تسجيل بُث لاحقاً، دعا العقيد تيغري المواطنين إلى "الخروج بأعداد كبيرة لدعم الحركة"، نافياً أن تكون القوات الموالية قد استعادت السيطرة، ومعتبراً أن "الإعلام الرسمي مدعوم من فرنسا".

تحذير مباشر لباريس

اتهم تيغري فرنسا بمحاولة "إجهاض إرادة الشعب"، في ظل وجود 500 إلى 1000 جندي فرنسي داخل قواعد في بنين، وخاصة في كوتونو.

السفارة الفرنسية بدورها أصدرت بياناً:

  • تؤكد فيه سماع إطلاق نار قرب معسكر غيزو.

  • وتنصح رعاياها بالبقاء في المنازل.

هذا التوتر أعاد إلى الواجهة الجدل حول الوجود العسكري الفرنسي في غرب إفريقيا، بعد أن طُردت قوات باريس من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.


تدخل إقليمي محتمل… طائرات نيجيرية وساحلية في السماء

تداول نشطاء وصحف محلية تقارير تشير إلى أن طائرات مقاتلة نيجيرية وساحلية العاجية شوهدت في أجواء كوتونو خلال ساعات المحاولة، ما أثار جدلاً واسعاً حول دور محتمل لـ ECOWAS في دعم الرئيس تالون.

من جهتها، أعلنت ECOWAS رسميًا وضع قوة تدخل إقليمية في حالة تأهب قصوى، مؤكدة أنها "لن تسمح بانهيار النظام الدستوري".


رد الحكومة البنينة: السيطرة عادت… لكن الرئيس غائب عن المشهد

وزير الداخلية ألاسان سيودو أعلن في مؤتمر صحفي أن الانقلاب "فشل بالكامل"، وأن الرئيس تالون "سالم وفي مكان آمن".

لكن غياب الرئيس عن الظهور المباشر حتى مساء اليوم نفسه زاد من توتر الشارع، خاصة مع انتشار قوات الأمن في كوتونو وانخفاض حركة المرور في المدينة.


بنين… دولة مستقرة في قلب عاصفة الانقلابات

منذ 1991، عُرفت بنين كواحدة من أكثر الدول استقراراً في إفريقيا الغربية.
لكن الرئيس باتريس تالون، الذي يقود البلاد منذ 2016، واجه انتقادات متزايدة بسبب:

  • تضييق على المعارضة

  • سجن معارضين بارزين

  • إقصاء أحزاب من الانتخابات

  • تعديلات مثيرة للجدل على القوانين الانتخابية

وتأتي محاولة الانقلاب قبل أشهر من انتخابات أبريل 2026، التي يُتوقع أن تشكل اختباراً لشعبية تالون.


تسلسل ردود الفعل الدولية

ECOWAS:

إدانة شديدة، تأهب أمني، رسالة حاسمة ضد الانقلابات.

الاتحاد الإفريقي:

رفض كامل لأي تغيير غير دستوري للسلطة.

الولايات المتحدة:

تحذيرات أمنية لرعاياها، ومتابعة دقيقة للوضع.

المعارضة البنينة:

تنديد بالمحاولة، مع تحميل تالون جزءاً من المسؤولية بسبب سياساته الإقصائية.


وسائل التواصل الاجتماعي… معركة روايات بين مؤيد ومعارض

شهدت منصة X انفجاراً في التفاعل، حيث تصدّر هاشتاغ #BeninCoup و#انقلاب_بنين.

بعض المنشورات المؤثرة:

  • @Nath_Yamb تتهم فرنسا ونيجيريا بالتدخل العسكري.

  • @GeoTalkX يسخر: "أسرع انقلاب في تاريخ أفريقيا… أعلن وانهار في 3 ساعات".

  • @nyeusi_waasi يعيد نشر فيديوهات لأنصار الحركة وهم يرددون شعارات "ضد النفوذ الفرنسي".

الانقسام واضح:
فريق يرى الانقلاب "حركة شعبية"، وآخر يعتبرها "تهديداً للاستقرار الإقليمي".


تحليل شامل… لماذا هذا الانقلاب مختلف؟

يمكن قراءة محاولة انقلاب بنين عبر 4 مستويات رئيسية:

1. السياق الإقليمي المشتعل

الساحل يشهد موجة انقلابات، وبنين تُعد دولة محاذية لمناطق نفوذ جماعات مسلحة.

2. الاحتقان السياسي الداخلي

تصاعد التوتر قبل انتخابات 2026، واتهامات لتالون بالاستبداد.

3. الصراع حول النفوذ الفرنسي

بنين أصبحت آخر نقطة نفوذ لفرنسا في الخليج الغيني، ما يضعها في قلب صراع النفوذ.

4. هشاشة المؤسسات العسكرية

رغم تقدم اقتصادي ملحوظ، يعاني الجيش البنيني من انقسامات واضحة.


السيناريوهات المحتملة خلال الأيام المقبلة

  1. تعزيز القبضة الأمنية مع اعتقالات جديدة.

  2. خطاب وطني للرئيس تالون لطمأنة الشارع.

  3. زيارة وفد ECOWAS لتثبيت التهدئة.

  4. احتمال عودة موجة احتجاجات إذا لم تُعالج الأسباب السياسية.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات