الصومال تؤكد دعمها للمغرب وتكذب ادعاءات الجزائر

تؤكد الصومال في بيان رسمي دعمها لمغربية الصحراء ونفيها لأي تغيير في موقفها، مكذبة الادعاءات الجزائرية ومجددة التزامها بقرارات الأمم المتحدة والحل الواقعي للحكم الذاتي.


تؤكد الصومال في بيان رسمي دعمها لمغربية الصحراء ونفيها لأي تغيير في موقفها، مكذبة الادعاءات الجزائرية ومجددة التزامها بقرارات الأمم المتحدة والحل الواقعي للحكم الذاتي.

مقديشو تنفي.. والجزائر تتهم: بيان رسمي يضع الحد للجدل الدبلوماسي

في خطوة دبلوماسية أثارت اهتماماً واسعاً في المنطقة، أصدرت وزارة الخارجية الصومالية في 6 ديسمبر 2025 بياناً رسمياً قوياً تنفي فيه بشكل قاطع أي تغيير في موقف الصومال من قضية الصحراء المغربية، وتؤكد من جديد التزامها الواضح بقرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها القرار 2797. البيان جاء ليضع حداً لـ"حملات دعائية مضللة" ـ حسب تعبير مصادر مقربة من الخارجية الصومالية ـ روجتها وسائل إعلام جزائرية عقب زيارة الرئيس الصومالي إلى الجزائر.

وتؤكد الصومال في بيانها أن موقفها الرسمي لا يُنقل إلا عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة، وأن أي تصريحات منسوبة إليها خارج ذلك "مجرد روايات غير صحيحة". هذا الموقف فُسِّر في الأوساط المغربية بأنه صفعة دبلوماسية جديدة للجزائر في ملف نزاع الصحراء.

الصومال تؤكد دعمها للمغرب وتكذب ادعاءات الجزائر



خلفية النزاع: صراع امتد لأكثر من خمسة عقود

تعود جذور نزاع الصحراء المغربية إلى منتصف السبعينيات، حين استعاد المغرب أقاليمه الجنوبية عبر المسيرة الخضراء. ومنذ ذلك الحين، يطرح المغرب مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل نهائي للنزاع. المبادرة حظيت بدعم واسع من المجتمع الدولي، واعتبرتها الأمم المتحدة "حلاً واقعياً ومتوافقاً عليه".

في المقابل، تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الإقليم وتأسيس "الجمهورية الصحراوية"، وهي كيان لا يعترف به سوى عدد محدود من الدول، بينما انسحب عدد كبير من الدول الأفريقية من الاعتراف به خلال السنوات الأخيرة.


قرار مجلس الأمن 2797: نقطة محورية في الموقف الصومالي

اعتماد قرار مجلس الأمن 2797 في 31 أكتوبر 2025 شكّل محطة مفصلية في الملف، حيث جدد المجتمع الدولي دعمه للحل السياسي الواقعي المتمثل في الحكم الذاتي المغربي، وامتد تفويض بعثة المينورسو عاماً إضافياً.

وقد صوتت الصومال لصالح القرار إلى جانب قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، ما أثار غضب الجزائر التي امتنعت عن التصويت. بهذا التصويت، رسّخت الصومال موقفها الداعم للمغرب، وهو ما أكدته مرة أخرى في لقاء الرباط يوم 28 نوفمبر 2025 بين وزيري خارجية البلدين.


زيارة الرئيس الصومالي للجزائر: أين بدأت شرارة الجدل؟

استغلت وسائل إعلام جزائرية زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للجزائر في نوفمبر 2025 لترويج أخبار تدّعي أن الصومال "أعربت عن دعمها لحق تقرير المصير للبوليساريو". غير أنّ البيان الصومالي اللاحق نسف هذه الادعاءات بالكامل.

الزيارة التي ركزت ـ حسب البيانات الرسمية ـ على التعليم والتعاون الأمني ومِنَح الطلبة، لم يرد فيها أي ذكر لقضية الصحراء. لكن الجزائر حاولت تصويرها كاختراق دبلوماسي، الأمر الذي دفع الصومال إلى إصدار بيان واضح وحازم ينفي ذلك.


مقديشو والرباط: تحالف دبلوماسي يتعزز

قبل تسعة أيام فقط من البيان، التأم لقاء رفيع المستوى في الرباط أكد فيه وزير الخارجية الصومالي "رضا بلاده الكامل" عن القرار الأممي 2797، واصفاً المبادرة المغربية بأنها "حل جاد وواقعي". مقابل ذلك، جدد المغرب دعمه لسيادة الصومال ووحدة أراضيه.

هذا التناغم الدبلوماسي يعكس توجهاً جديداً لدى دول أفريقية عديدة تميل إلى دعم السيادة المغربية على الصحراء، خصوصاً مع تصاعد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي.


الجزائر بين الحرج والرد الإعلامي: ماذا حدث؟

ردّ الجزائر على البيان الصومالي لم يكن دبلوماسياً، بل إعلامياً. فقد اكتفت وسائل الإعلام المقربة من السلطة بإعادة تكرار الرواية التي نفتها مقديشو، دون تقديم أي وثيقة أو تصريح رسمي يدعم مزاعمها.

هذا الوضع ساهم في تعزيز الانطباع بأن الجزائر تعيش عزلة دبلوماسية متزايدة في ملف الصحراء، خاصة بعد نجاح المغرب في توسيع دائرة داعميه داخل القارة الأفريقية وخارجها.


الصومال.. دولة تبحث عن توازن في منطقة مضطربة

على الرغم من دعمها للمغرب، تحاول الصومال الحفاظ على علاقة متوازنة مع الجزائر، خصوصاً أن التعاون بينهما يشمل الأمن ومجالات تعليمية واقتصادية. لذلك فإن التزام الصومال بالإطار الأممي هو محاولة لعدم الدخول في صراع المحاور المغاربي.

وتشير تقارير عديدة إلى أن الصومال لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، لكنها أيضاً لا تعلن بشكل صريح دعم السيادة المغربية الكاملة، بل تتبنى موقفاً وسطياً يستند إلى الشرعية الدولية.


تداعيات البيان: فوز دبلوماسي للمغرب؟

يرى مراقبون أن البيان الصومالي يمثل انتصاراً للمغرب في معركته الدبلوماسية داخل أفريقيا، خصوصاً أن دولاً مثل النيجر، السنغال، رواندا، سيراليون وغيرها، تدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

كما يعزز البيان مساراً دولياً واضحاً يعتبر أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية للنزاع.


جدول مقارنة المواقف

الجانب موقف الصومال موقف المغرب موقف الجزائر
القرار 2797 دعم كامل يستند إليه في تعزيز المقترح المغربي امتناع وتحفظ
السيادة على الصحراء ضمنياً عبر دعم القرار الأممي سيادة كاملة + الحكم الذاتي دعم البوليساريو
العلاقات الثنائية دعم سيادي متبادل مع المغرب شراكات قوية اتفاقيات تعليمية وأمنية
خطاب الإعلام هادئ ورسمي رسمي ومرحب تصعيد ومزاعم غير موثقة

خلاصة: بيان الصومال يعيد رسم خريطة مواقف شرق أفريقيا

يبرهن البيان الصومالي أن مقديشو لن تكون جزءاً من الحملات الدعائية حول نزاع الصحراء المغربية. بل إنها تلتزم بالحلول الأممية وتدعم الجهود السلمية التي تجعل الحكم الذاتي المغربي أساساً واقعياً لإنهاء النزاع.

ورغم محاولات الجزائر جر الصومال إلى موقف منحاز، إلا أن مقديشو اختارت الوضوح والشرعية الدولية، ما يجعل هذا البيان خطوة أخرى في سلسلة المكاسب التي يحققها المغرب دبلوماسياً على المستوى الأفريقي.


HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات