اتفاقية مغربية مالية جديدة لتعزيز التكوين الحرفي والتنمية المستدامة

 

اتفاقية مغربية مالية جديدة لتعزيز التكوين الحرفي والتنمية المستدامة

اتفاقية شراكة بين غرفة الحرف اليدوية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة والمجلس الدائم لغرف الصناعات التقليدية في مالي لتعزيز التكوين المهني، دعم الحرفيين، وتطوير التعاون الاقتصادي بين المغرب ومالي.

اتفاقية مغربية-مالية لتعزيز التكوين الحرفي: خطوة استراتيجية نحو تعاون أقوى

في حدث لافت يعكس عمق العلاقات المغربية-المالية وتنامي التعاون جنوب-جنوب في إفريقيا، شهدت العاصمة المالية باماكو يوم 5 ديسمبر 2025 توقيع اتفاقية شراكة جديدة بين غرفة الحرف اليدوية لجهة رباط-سلا-القنيطرة والمجلس الدائم لغرف الصناعات التقليدية في مالي (APCMM).
هذه الشراكة لا تُعتبر مجرد اتفاق إداري، بل تمثّل خطوة عملية لتعزيز التكوين المهني، وتطوير مهارات الحرفيين، وخلق فرص اقتصادية جديدة داخل مالي والمغرب على حد سواء.

الاتفاقية وُقّعت ضمن فعاليات الصالون الدولي للحرف اليدوية في مالي (SIAMA 2025)، الذي يُعد أهم تجمع للحرفيين في منطقة الساحل، ويستقطب آلاف المهتمين بالمنتجات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.


أجواء التوقيع: حضور وازن ورسائل قوية

شهد حفل التوقيع حضور شخصيات بارزة، ما يعكس الأهمية السياسية والتنموية للخطوة:

  • السفير المغربي إدريس الإسباني: أكد أنّ الاتفاقية "تعزز الجسر الإنساني والثقافي بين المغرب ومالي".

  • الوزير المالي أحمد تيالي: اعتبر الشراكة "مصدراً حقيقياً لخلق فرص عمل لشباب الساحل".

  • وزيرة التشغيل والتكوين المهني باكاري سانيكا كويتي: شدّدت على ضرورة دعم التكوين في الحرف التقليدية للمساهمة في محاربة البطالة.

  • وفد مغربي رسمي برئاسة عبد الرحيم زمزمي، رئيس غرفة الحرف اليدوية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة.

هذا الحضور المتنوع أعطى للاتفاقية بُعداً سياسياً وتنموياً يتجاوز حدود الجانب الحرفي.


ما الذي تتضمنه الاتفاقية؟ رؤية عملية وطموحة

تهدف الاتفاقية إلى إطلاق برامج عمل مشتركة بين المؤسستين، تركّز على:

1. تبادل الخبرات في التكوين المهني

المغرب يُعتبر مرجعاً في مجال تطوير الحرف التقليدية، وهو ما يجعل من هذه الخطوة فرصة لمالي للاستفادة من التجربة المغربية.

2. تنظيم دورات وورش عمل تدريبية

خصوصاً في تخصصات:

  • الخياطة التقليدية

  • النسيج

  • الفخار

  • الصياغة

  • الجلد التقليدي

3. دعم الشباب والنساء في المناطق الريفية

وهي الفئة الأكثر احتياجاً للتمكين الاقتصادي.

4. خلق فرص عمل في الوسط الحرفي

خاصة مع توسّع سوق المنتجات التقليدية في غرب إفريقيا.


SIAMA 2025… منصة اقتصادية إفريقية واعدة

احتضن التوقيع صالون SIAMA، الذي يجمع أكثر من 500 حرفي من مالي والمغرب وبوركينا فاسو والنيجر.
ويُعد المعرض رائداً في:

  • دعم الاقتصادات المحلية

  • تعزيز التجارة البينية

  • حماية التراث اللامادي

  • تشجيع الابتكار في الحرف

مشاركة المغرب في هذا الحدث ليست جديدة، بل تأتي ضمن استراتيجية أوسع لدعم الدول الإفريقية عبر مشاريع تنموية ملموسة.


السياق الاستراتيجي: تعاون مغربي-إفريقي يتعزز باستمرار

تأتي هذه الاتفاقية في إطار سياسة المغرب الرامية إلى:

  • تعزيز التعاون جنوب-جنوب

  • دعم استقرار وتنمية دول الساحل

  • تشجيع الاقتصاد الاجتماعي

  • تطوير سلاسل القيمة الحرفية عبر القارة

وقد سبق للغرفة أن وقّعت في 2024 اتفاقيات تعاون مع هيئات إفريقية مثل شبكة النساء الأفريقيات في معالجة السلاسل القيمية (AWIP)، ما يؤكد توجهاً ثابتاً نحو دعم المبادرات القارية.


التفاعل الرقمي… إشادة واسعة بالخطوة

انتشر خبر التوقيع بسرعة على منصات التواصل، عبر حسابات رسمية مغربية ومالية، وحصد آلاف التفاعلات في ساعات قليلة.
برّر معلقون هذا التفاعل الكبير بأن الاتفاقية تُعتبر:

  • دعماً مباشراً للشباب

  • خطوة لتعزيز الأمن عبر التنمية

  • فرصة لإحياء الموروث الثقافي المشترك

  • منصة جديدة لتطوير مهارات الحرفيين


الأثر المتوقع… نتائج عملية في المديين القريب والمتوسط

من المرتقب أن يحقق هذا التعاون:

🔹 1. تكوين مئات الحرفيين الماليين سنوياً

بخبرة وتأطير مغربي.

🔹 2. تعزيز التجارة بين المغرب ومالي

خصوصاً في المنتجات الحرفية.

🔹 3. دعم مشاريع رائدة في الاقتصاد الاجتماعي

مع التركيز على الابتكار والحرف الحديثة.

🔹 4. تقوية العلاقات الثقافية بين البلدين

عبر التبادل الفني والحرفي.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات