في تطور دبلوماسي حاسم، أكد الإعلان المشترك الصادر عن الدورة الـ13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا يوم 4 ديسمبر 2025 في مدريد، دعم مدريد الكامل لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كـ"الحل الأكثر جدوى وقابلية للتطبيق" لقضية الصحراء الغربية، مما أثار تساؤلات حول مصير الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إسبانيا في ديسمبر 2025. وقّع الإعلان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز ورئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، مؤكدين تعزيز الشراكة في الاقتصاد، الأمن، الهجرة، والمجال الجوي فوق المقاطعات الجنوبية، في استمرار لموقف مدريد منذ أبريل 2022. حتى الآن، لم يُعلن عن إلغاء الزيارة رسمياً، مما يشير إلى استمرارها رغم التوترات الإقليمية، وسط جهود إسبانيا لتحقيق "توازن" مع جيرانها الجنوبيين.
يأتي هذا الإعلان في سياق دبلوماسي متوتر، حيث كشفت صحف إسبانية مثل "ذا أوبجكتيف" عن زيارة تبون المقررة بعد القمة المغربية-الإسبانية بأيام، لتعزيز الشراكة الاقتصادية والطاقوية، خاصة بعد تعيين سفير إسباني جديد في الجزائر يوم 2 ديسمبر 2025. تُقرأ الزيارة كمحاولة إسبانية لإعادة التوازن بعد أزمة 2022، عندما سحبت الجزائر سفيرها ردًا على دعم سانشيز للحكم الذاتي، لكن الإعلان الأخير يعيد إشعال الجدل حول الصحراء، مدعومًا بقرار مجلس الأمن 2797 في أكتوبر 2025.
السياق الدبلوماسي: قمة مدريد-الرباط وتأثيرها على الجزائر
شهدت القمة توقيع 19 اتفاقية ثنائية، بما في ذلك إدارة المجال الجوي فوق الصحراء وتعزيز التعاون الأمني، مما يُعزز من دعم إسبانيا لـ"مغربية الصحراء" عمليًا. أكد أخنوش أن هذا "تتويج لدبلوماسية الرباط الناجحة"، بينما شدد سانشيز على "الاستقرار الإقليمي"، في إشارة غير مباشرة إلى دور الجزائر كداعم رئيسي للبوليساريو. هذا الموقف يعكس تحولات دولية، مع دعم فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحكم الذاتي، مما يضعف الرواية الجزائرية حول "تقرير المصير".
التاريخ الدبلوماسي: منذ 2022، ردت الجزائر باستدعاء السفراء وتعليق معاهدات، لكنها حافظت على الروابط الاقتصادية بسبب اعتماد إسبانيا على غاز الجزائر بنسبة 30%.
الزيارة المرتقبة: مقررة بعد القمة بأيام، لمناقشة الطاقة والهجرة، مع تعيين السفير راميرو فيرنانديز باختيير.
الضغوط الجزائرية: محاولات سابقة لـ"إجبار" إسبانيا على التراجع فشلت، كما نفت مدريد ادعاءات تبون في أبريل 2025.
ردود الفعل الجزائرية المحتملة ودور أحمد عطاف
لم يصدر تصريح رسمي جزائري حتى الآن بشأن الإعلان، لكن التاريخ يشير إلى استراتيجية تجنب التصعيد المباشر للحفاظ على المصالح الاقتصادية. في 2022، اكتفت الجزائر باستدعاء السفير دون إلغاء زيارات، وفي 2025 زعم تبون "تراجع إسبانيا" رغم النفي الإسباني. قد يلعب وزير الخارجية أحمد عطاف دورًا في "تلميع" الزيارة كـ"فرصة حوار"، كما فعل سابقًا، لتهدئة الرأي العام الداخلي الذي يرى في دعم إسبانيا "خيانة".
| الدولة/الجهة | الموقف من الحكم الذاتي | الرد الجزائري السابق |
|---|---|---|
| إسبانيا | دعم كامل كحل واقعي | استدعاء سفير 2022، لكن استمرار علاقات |
| المغرب | مبادرة سيادية ناجحة | دعم البوليساريو، قطع علاقات |
| الجزائر | رفض، دعوة لتقرير مصير | ادعاءات "تراجع" إسباني فاشلة |
| الأمم المتحدة | قرار 2797 يدعم الحكم الذاتي | أسف ورفض |
تواجه الجزائر صعوبة في مواجهة التحالفات الدولية الداعمة للمغرب، حيث فشلت حملاتها الاقتصادية في تغيير موقف إسبانيا، التي تعتمد على الاستقرار مع الرباط لمواجهة الهجرة غير النظامية. إذا استمرت الزيارة، قد تُثير موضوع الصحراء محرجًا لتبون، لكن إلغاؤها يُضعف الروابط الطاقوية مع إسبانيا، التي تسعى للتنويع رغم الاعتماد الحالي. يُقرأ الإعلان كضربة لدبلوماسية الجزائر، خاصة مع دعم أوروبي متزايد للمغرب في ملف الصحراء.المخاطر للجزائر: فقدان نفوذ في مدريد، وتعزيز عزلة البوليساريو.
فرص إسبانيا: توازن بين الغاز الجزائري والشراكة الأمنية المغربية.
التوقعات: استمرار الزيارة مع تصريحات إعلامية جزائرية "ملطفة".youtube
في الختام، لا إعلان إلغاء حتى 4 ديسمبر 2025، مما يؤكد استمرار الزيارة كأولوية اقتصادية، رغم الإحراج السياسي.
سنتابع تصريحات الخارجية الجزائرية أو عطاف لأي تطورات، في ملف إقليمي يعكس تفوق الدبلوماسية المغربية.
