![]() |
| نتنياهو |
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، عزمه المضي في زيارة إلى نيويورك، متحدّياً التهديدات العلنية التي أطلقها رئيس بلدية المدينة المنتخب حديثاً، زهران ممداني، والقاضية بتنفيذ مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بحق نتنياهو. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول الاتهامات الدولية الموجهة له بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة.
نتنياهو في منتدى "ديلبوك": "سآتي إلى نيويورك"
من هو زهران ممداني؟.. أول رئيس بلدية مسلم لنيويورك
زهران ممداني، السياسي ذو التوجه الاشتراكي الديمقراطي، يستعد ليصبح أول رئيس بلدية لنيويورك من أصول مسلمة وجنوب آسيوية. ورغم تكراره الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، إلا أنه يرفض الاعتراف بها كدولة ذات هوية دينية محددة، منتقداً ما يسميه "التسلسل الهرمي للمواطنة".
ممداني شدد على أن شرطة نيويورك ستكون مطالبة بتنفيذ أوامر التوقيف الدولية، بما فيها تلك الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية والتي تطال كلّاً من نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مذكرة التوقيف الدولية: خلفية الاتهامات
هل يمكن فعلاً توقيف نتنياهو؟.. معضلة قانونية
رغم التصريحات الصاخبة من ممداني، يرى خبراء القانون الدولي أن احتمالات توقيف نتنياهو شبه معدومة، وذلك لعدة أسباب:
1. محدودية صلاحيات رئيس البلدية
السياسة الخارجية ليست من اختصاص البلديات وإنما من مسؤولية الحكومة الفيدرالية.
2. موقف إدارة ترامب
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يدافع بقوة عن إسرائيل، وسبق له أن فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، كما رفض منح تأشيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر الماضي.
3. الاتفاقيات الدولية
الولايات المتحدة مُلزَمة بمنح تأشيرات للمسؤولين المدعوين لحضور اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما يمنح نتنياهو غطاء قانونياً لدخول البلاد.
تفاعل سياسي ودبلوماسي واسع
تستضيف نيويورك أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، إضافة إلى مقر الأمم المتحدة، ما يجعل زيارة نتنياهو حدثاً ذا حساسية سياسية. وتشير تقارير إعلامية إلى احتمال اندلاع احتجاجات واسعة أثناء الزيارة، مع تزايد الاهتمام الأميركي بالقضية الفلسطينية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد تحوّلات سياسية داخل الولايات المتحدة، مع توقع تعزيز العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
خاتمة
يبدو أن نتنياهو مصمّم على تحدّي الضغوط الدولية، في وقت يستمر فيه الجدل القانوني والأخلاقي بشأن الاتهامات الموجهة لإسرائيل ومسؤوليهـا. وبينما يرفع ممداني شعار احترام القانون الدولي، تسعى الإدارة الأميركية الجديدة إلى حماية حلفائها التقليديين، مما يجعل زيارة نتنياهو إلى نيويورك اختباراً سياسياً إضافياً في العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية.
.jpg)