البنتاغون ينشر طائرة انتحارية مستوحاة من "شاهد" الإيرانية في الشرق الأوسط ضمن تحول استراتيجي جديد

البنتاغون ينشر طائرة انتحارية مستوحاة من "شاهد" الإيرانية في الشرق الأوسط ضمن تحول استراتيجي جديد


في خطوة عسكرية لافتة تعكس تحوّلاً استراتيجياً نحو الأنظمة غير المأهولة منخفضة التكلفة، أعلن البنتاغون عن إنشاء أول وحدة أميركية مخصصة للطائرات الهجومية ذات الاتجاه الواحد (الكاميكاز) في الشرق الأوسط، اعتماداً على طائرة مسيّرة انتحارية أميركية الصنع تم تطويرها عبر الهندسة العكسية للطائرة الإيرانية الشهيرة شاهد-136.

هذه الخطوة، التي كُشف عنها في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال للصحفيين لارا سيليغمان وماركوس فايسغيربر، تمثل اعترافاً عملياً بفعالية التكنولوجيا "الخشنة ولكن الفعالة" التي طالما انتقدتها واشنطن في ترسانة خصومها.


LUCAS… نسخة أميركية من شاهد-136

الطائرة الجديدة تحمل اسم "نظام الهجوم القتالي غير المأهول منخفض التكلفة" (LUCAS)، وطوّرتها شركة SpektreWorks الأميركية بولاية أريزونا. تؤكد مصادر عسكرية أن التصميم مستقى من تحليل طائرة شاهد-136 حصلت عليها واشنطن من إحدى الساحات.

صرح مسؤول دفاعي للصحيفة قائلاً:
"حصل الجيش الأميركي على مسيّرة شاهد إيرانية… قمنا بدراستها وتنفيذ هندسة عكسية لها."

مواصفات LUCAS الرئيسية:

  • الطول: 3.5 متر

  • باع الجناحين: 2.5 متر

  • الوزن: 200 كلغ تقريباً

  • السرعة: +185 كلم/ساعة

  • المدى: بين 970 و2500 كلم

  • أنظمة ملاحة ذاتية

  • إمكانية الإطلاق من منصات متعددة

  • تكلفة الوحدة: 35 ألف دولار فقط مقارنة بـ 16 مليون دولار لصاروخ توماهوك

وبفضل تكلفتها المنخفضة وإمكانية إنتاجها بسرعة، تُعد المسيّرة مناسبة لعمليات الإغراق الهجومي والتشتيت واستنزاف الدفاعات الجوية.


نشرها تحت وحدة جديدة: “قوة العقرب الضارب”

بالتزامن مع الكشف عن المسيّرة، أعلن البنتاغون عن تفعيل وحدة جديدة تحمل اسم:

Task Force Scorpion Strike (TFSS)

وستعمل تحت قيادة القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) من قواعد متقدمة في الشرق الأوسط.

الأهداف العملياتية للنشر:

  • مواجهة تهديدات إيران ووكلائها

  • التصدي لهجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر

  • دعم الحماية الجوية للقواعد الأميركية

  • الردع عبر “قلب الطاولة على إيران” باستخدام تكتيكاتها ذاتها

يأتي النشر بعد نجاحات واسعة لمسيّرات شاهد لدى روسيا في أوكرانيا، ولدى وكلاء إيران في الشرق الأوسط، حيث أثبتت فعاليتها في استنزاف الدفاعات باعتماد الكم بدلاً من الكلفة العالية.


تحول استراتيجي… وتغيير عقيدة قتالية

يتماشى هذا المشروع مع توجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث نحو تسريع اقتناء الأنظمة غير المأهولة وتطوير وسائل قتالية أرخص وأكثر قابلية للإنتاج السريع.

لماذا هذا التحول؟

  • تقليص الاعتماد على الذخائر الباهظة

  • مواكبة حرب الاستنزاف الحديثة

  • تعزيز القدرات الأميركية في مواجهة المسيرات الإيرانية

  • التأقلم مع بيئة قتالية متغيرة في الشرق الأوسط

يعلق خبراء بأن LUCAS تمثل تحولاً عقائدياً عبر تبني واشنطن لتكنولوجيا خصومها بدل الاستخفاف بها.

لكن الانتقادات لم تغب، إذ تساءل البعض:

"ما الذي تقدمه هذه المسيّرة ولا تقدمه صواريخ كروز أو HIMARS؟"

بينما يرى مؤيدون أن السرعة، الكلفة المنخفضة، والإنتاج السريع عناصر تمنحها أفضلية تكتيكية واضحة.


استخدام الذكاء الاصطناعي… ولكن بحذر

واجهت نسخة 2024 من “سبوتيفاي رابيد” – بحسب النص الأصلي – تساؤلات حول الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي، ما دفع الشركة لتقليص استخدامه هذه السنة. (تم تجاهل هذا المقطع لعدم صلته بمضمون المقال العسكري.)

لكن بالنسبة إلى LUCAS، تؤكد المصادر أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم فقط في بعض خوارزميات الملاحة والتشغيل وليس في صنع القرار القتالي، حرصاً على الالتزام بالسياسات الدفاعية الأميركية.


رسالة إلى إيران… وخارطة طريق لحلفاء واشنطن

انتشار المسيرات الإيرانية في عشرات الدول جعل منها نموذجاً عالمياً منخفض التكلفة. وباعتماد واشنطن نسخة مطورة منها، توجّه رسالة مزدوجة إلى طهران:

  1. أن أسلحتها لم تعد حكراً عليها

  2. وأن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة سلاحها بنفس الأدوات ولكن بإنتاج أكبر وذكاء أعلى

ويرجّح محللون أن تحذو بعض دول الناتو ودول الخليج حذو واشنطن في تبني مسيرات قتالية منخفضة التكلفة.


خلاصة

يمثل نشر مسيرة LUCAS نقطة تحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه الحروب منخفضة التكلفة، ويؤشر لحقبة جديدة تتبنى فيها واشنطن التكنولوجيا التي أثبتت فعاليتها لدى خصومها. ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وانتشار المسيرات الإيرانية، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لمعادلة الكلفة بالكلفة، والكم بالكم.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات