افتتاح معهد الأمن بإفران.. صرح استراتيجي يعزز التكوين الشرطي بالمغرب

افتتاح معهد الأمن بإفران.. صرح استراتيجي يعزز التكوين الشرطي بالمغرب
حموشي


شهدت مدينة إفران حدثاً أمنياً بارزاً تمثّل في الافتتاح الرسمي لـ المعهد العالي لعلوم الأمن، وذلك بحضور المدير العام للأمن الوطني والمراقبة الترابية، عبد اللطيف حموشي، الذي أعطى الانطلاقة الفعلية لهذا الصرح الأكاديمي الجديد، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحديث منظومة التكوين الأمني بالمغرب ومواءمتها مع التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم.

المعهد الجديد لا يُعدّ مجرد مؤسسة تكوينية، بل هو مشروع وطني متكامل يؤسس لمرحلة جديدة في تطوير المهارات الأمنية، وتعزيز قدرات الموارد البشرية، وفتح آفاق واسعة للتعاون الدولي في مجالات الوقاية، المراقبة، والبحث العلمي الأمني.


حضور رفيع المستوى يعكس مكانة الحدث

حضر حفل الافتتاح وفد رفيع يضم شخصيات محلية ودولية بارزة في مجال الأمن والقضاء والتعليم العالي، من أبرزهم:

  • الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان، رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالسعودية.

  • اللواء راشد محمد بورشيد، مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الأمنية والشرطية بأبو ظبي.

  • السيد محمد عبد النباوي، الرئيس الأول لمحكمة النقض ورئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالنيابة.

  • والي جهة فاس مكناس، عامل إقليم إفران، عامل إقليم الحاجب، إضافة إلى رؤساء جامعات ومعاهد وطنية.

  • ضباط ارتباط أجانب يمثلون مؤسسات أمنية صديقة وشريكة للمغرب.

هذا الحضور الدولي يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها المغرب في مجالات الأمن والتكوين الشرطي، ويبرز مكانته كفاعل إقليمي محوري في تطوير الممارسات الأمنية الحديثة.


أهداف استراتيجية لتطوير التكوين الأمني

وفق بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، يأتي افتتاح المعهد العالي لعلوم الأمن ضمن رؤية متقدمة تهدف إلى تحديث مناهج التكوين وتعزيز القدرات المهنية للأطر الشرطية. ويرتكز المشروع على مجموعة من الأهداف الأساسية:

1. شراكات وطنية ودولية رباعية الأبعاد

يطمح المعهد إلى بناء شبكة تعاون واسعة مع جامعات أمنية دولية ومراكز أبحاث، بما يتيح تبادل التجارب في:

  • الأمن السيبراني

  • الذكاء الاصطناعي

  • تحليل المخاطر

  • العلوم الجنائية المعاصرة

2. تكوين أطر مهنية برؤية استباقية

يتمحور تكوين العناصر الشرطية حول تطوير قدراتهم في:

  • اتخاذ القرار تحت الضغط

  • إدارة الأزمات

  • تحليل المعطيات الأمنية

  • التعامل مع السيناريوهات المعقدة ميدانياً

3. احترام حقوق الإنسان وتعزيز الثقة

من الركائز الأساسية في التكوين:

  • ترسيخ مبادئ احترام الحريات الفردية والجماعية

  • ضمان كرامة المواطن

  • التوفيق بين الصرامة الأمنية ومبادئ العدالة


منهجية حديثة: العلم والمعرفة في خدمة الأمن

يعتمد المعهد منهجاً تكوينياً مزدوجاً يجمع بين الدروس النظرية والممارسات التطبيقية. ويتيح للمتدربين الاستفادة من:

  • محاكاة واقعية لعمليات التدخل

  • تدريبات على إطلاق النار باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي

  • مختبرات تحليل جنائي

  • ورشات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التتبع والمراقبة

هذه المقاربة توفر تكويناً شاملاً يجعل من رجل الأمن قادراً على الاستجابة الفعالة للتحديات الأمنية الحديثة.


اتفاقية شراكة مع جامعة نايف العربية: تعاون عربي في علوم الأمن

شهد الحفل توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين المعهد العالي لعلوم الأمن وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض، وهي من أبرز المؤسسات الأمنية في الوطن العربي.
وترتكز هذه الشراكة على:

  • تبادل الخبرات العلمية والبرامج الأكاديمية المتقدمة

  • إطلاق برامج مشتركة في الماستر والدكتوراه

  • تأليف دراسات بحثية في مجالات مكافحة الجريمة

  • تنظيم مؤتمرات عربية تجمع الخبراء في الأمن الرقمي، الأمن المجتمعي، والوقاية من التطرف

  • تأسيس شبكة عربية للباحثين في علوم الأمن

هذه الاتفاقية تؤسس لنموذج جديد من التعاون العربي المبني على الابتكار وتطوير الكفاءات.


بنية تحتية حديثة توفر تكويناً متكاملاً

تم تجهيز المعهد ببنية تحتية عالية الجودة تجعله من بين أبرز مؤسسات التكوين الأمني في إفريقيا والعالم العربي، إذ يتوفر على:

  • قاعات تدريس مجهزة بأحدث الوسائط التكنولوجية

  • مركز ترجمة وتطوير لغوي متعدد الاختصاصات

  • مساحات رياضية داخلية وخارجية

  • إقامة ومطعمة ومصحة خاصة بالمتدربين

  • ميادين تدريب ميداني وقاعات محاكاة متطورة

هذه التجهيزات تُؤمّن للمتدربين بيئة ملائمة لصقل مهاراتهم البدنية والمعرفية والميدانية.


المغرب يعزز مكانته كقطب إقليمي في التكوين الأمني

يمثل هذا المشروع خطوة نوعية في تعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مجالات الأمن وتكوين الأطر الشرطية. فبفضل هذا الصرح الجديد، يواصل المغرب:

  • تحديث جهازه الأمني

  • تطوير موارده البشرية

  • تعزيز التعاون الدولي

  • توفير تكوين متقدم يستجيب لمعايير عالمية

ومن المنتظر أن يلعب المعهد دوراً محورياً في إعداد أجيال جديدة من رجال ونساء الأمن، القادرين على مواجهة التحديات الأمنية والإلكترونية المتزايدة.


HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات