![]() |
| بشار الأسد ولونا الشبل |
تسريبات نادرة تكشف أحاديث خاصة بين بشار الأسد ولونا الشبل داخل الغوطة عام 2018، تتضمن سخرية وإهانات وانتقادات لحزب الله وقيادات الجيش. تحليل معمق للسياق السياسي وتداعيات هذه التسجيلات بعد سقوط النظام.
شهدت الساحة الإعلامية العربية، في 6 ديسمبر 2025، عاصفة غير مسبوقة بعد نشر قناة العربية/الحدث سلسلة من التسريبات المصوّرة التي تكشف حوارات خاصة بين بشار الأسد ومستشارته الإعلامية السابقة لونا الشبل خلال زيارتهما للغوطة الشرقية عام 2018. ورغم أن التسريبات تعود إلى فترة سابقة من الحرب السورية، فإن توقيت نشرها — بعد عام من سقوط النظام — منحها بُعداً سياسياً جديداً جعلها حديث الرأي العام.
التسجيلات عُثر عليها داخل القصر الجمهوري بعد انهيار النظام، وكانت محفوظة في مظروف أحمر يحمل عبارة "سري للغاية"، إلى جانب وثائق أخرى تخص لونا الشبل. هذا الاكتشاف وحده كفيل بإثارة تساؤلات ضخمة حول طبيعة العلاقة داخل الدائرة الضيقة في النظام السوري، وكيف كانت تُدار البلاد خلال أصعب سنوات الحرب.
محتوى التسريبات: سخرية وشتائم وانتقادات تطال الجميع
تتضمن المقاطع المسربة جانباً لم يسبق للرأي العام أن شاهده من شخصية الأسد. لغة عامية، سخرية حادة، شتائم، تذمر من الوضع السوري، وتسفيه لبعض القادة العسكريين والحلفاء الإقليميين. في ما يلي أبرز ما ورد في التسجيلات:
1. شتائم بحق الغوطة والسكان
2. سخرية من السوريين وصوره المنتشرة
3. انتقاد مباشر لحزب الله
4. تلميحات ساخرة تجاه سهيل الحسن (النمر)
5. انتقاد فوضى القيادات العسكرية
تروي الشبل حادثة مع عميد يُدعى "بسام" أمرها بمغادرة موقع قناصة، ليظهر شعور النظام نفسه بالفوضى داخل قواته.
6. أكثر العبارات تداولاً: "قرفان من سوريا"
هذا المقطع اختُصر لاحقاً كعنوان لكل التسريبات، ويعكس حالة عامة من الإرهاق والاحتقان.
السياق التاريخي: لماذا تُعد التسريبات خطيرة؟
الغوطة الشرقية: جرح مفتوح في الذاكرة السورية
الغوطة كانت رمزاً للمأساة الإنسانية في سوريا. الحصار لمدة خمس سنوات أدى إلى مجاعة، ثم عمليات تهجير قسري، قبل أن تُستعاد بدعم روسي وإيراني. لكن التسريبات تكشف أن الأسد كان يحمل موقفاً عدائياً واضحاً تجاه المنطقة وسكانها، بعيداً عن خطاب "الانتصار".
لونا الشبل: المرأة الأكثر نفوذاً قبل سقوط النظام
عملت الشبل كمستشارة إعلامية للأسد، وكانت تُلقّب بـ"السيدة الأولى الثانية". لكن وفاتها الغامضة في 2024 — بعد حادث سيارة مشبوه — فتحت الباب أمام فرضيات تشير إلى تصفية داخلية بسبب ملفات حساسة كانت بحوزتها.
وجود هذه التسجيلات ضمن ممتلكاتها يؤكد أنها كانت تحتفظ بأوراق ثقيلة قد تكون هدفت لاستخدامها عند الحاجة.
توقيت التسريب: لماذا الآن؟
يتزامن نشر المقاطع مع الذكرى الأولى لسقوط النظام في ديسمبر 2024. ويرى محللون أن الهدف قد يكون:
-
تفكيك روايات النظام التي استمرت لسنوات.
-
تعزيز الرواية التي تتهم الدائرة الضيقة بالخيانة والتلاعب.
-
أو إيصال رسائل سياسية حول نهاية مرحلة الأسد وبدء ترتيبات جديدة في سوريا.
ردود الفعل في الشارع السوري وعبر المنصات
غضب عارم على منصة X
التغطية الإعلامية العربية والدولية
وصفت صحف عربية كـ"الشرق الأوسط" و"المصري اليوم" المحتوى بأنه "إهانة غير مسبوقة للشعب السوري"، فيما رأت قنوات غربية أن التسريبات تؤكد حجم التناقض بين الخطاب الرسمي والسلوك الحقيقي للنظام.
أهمية التسريبات في قراءة مستقبل سوريا
لا تقدم التسريبات مجرد لقطات شخصية، بل تكشف عمق الشرخ داخل النظام السوري قبل سقوطه، وتظهر حجم الاحتقان والسخرية المتبادلة داخل دائرته الضيقة. كما أنها تنسف صورة "القائد المتماسك" التي حاول الإعلام الرسمي ترسيخها لعقود.
هذه التسجيلات قد تصبح جزءاً من الملف السياسي والقانوني للمستقبل السوري، وربما تُستخدم لاحقاً في فهم كيفية اتخاذ القرار داخل نظام الأسد.
