![]() |
| الشرع وبشار |
تقرير شامل يرصد أبرز التحولات في سوريا بعد عام على سقوط نظام بشار الأسد: الأمن، السياسة، الاقتصاد، ودور الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع.
بعد مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، تعود سوريا إلى واجهة النقاش الإقليمي والدولي مع ذكرى تعتبر مفصلية في تاريخها الحديث. برنامج "الظهيرة" على قناة سكاي نيوز عربية قدّم تقريراً تحليلياً مدته 37 دقيقة بعنوان: «عام على سقوط النظام السابق في سوريا… ماذا تغيّر؟»، مستنداً إلى شهادات ميدانية وتحليلات سياسية من دمشق وباريس، لرصد ملامح المرحلة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
مشاهد الانهيار الأول… طرق خالية وأجهزة أمنية متبخرة
تبدأ الرواية بشهادة الصحفي عماد الأطرش، الذي دخل سوريا بعد يومين من السقوط. المشاهد التي نقلها تعكس انهياراً أمنياً وسياسياً أسرع مما كان متوقعاً:
-
الحدود البرية مع لبنان فارغة كلياً، ما كشف عن تخلّي الأجهزة الأمنية عن مواقعها.
-
سيارات فارهة مدمرة على الطرق المؤدية لدمشق، وحواجز الفرقة الرابعة خالية بالكامل.
-
شوارع مليئة بملابس عسكرية متروكة: قبعات، أحذية، بزّات تمثل انهياراً صامتاً.
-
في فرع فلسطين، شاهد الأطرش أقبية تحت الأرض مليئة بكتابات معتقلين، وملفات محترقة تكشف مراقبة دقيقة للمواطنين.
ووصف اللحظة بأنها "انهيار مفاجئ وسلمي إلى حد كبير"، حتى إن الصحفيين الأجانب تدفقوا إلى دمشق دون أي مقاومة.
هل كان السقوط مرتباً؟ أسئلة عن الدور الروسي
التقرير طرح تساؤلات مهمة حول غياب القوة العسكرية الروسية في الساعات الأخيرة للنظام:
-
عدم مشاركة الروس في قصف دمشق، خلافاً لعملياتهم السابقة في إدلب وحمص.
-
مؤشرات على اتفاق مسبق لتسهيل الخروج السلمي، أكدها مستشار إعلامي قريب من النظام السابق.
-
خبراء التقرير رجّحوا وجود تفاهمات دولية مكّنت من "انتقال سريع وبأقل خسائر".
سوريا بعد عام: احتفالات ضخمة… وهشاشة بارزة
رغم الأجواء الاحتفالية في المدن الكبرى، إلا أن البلاد تواجه مزيجاً من الفرح الشعبي والتحديات الخطيرة.
مشاهد الاحتفال
-
مظاهرات ضخمة في حلب، حماة، حمص، دمشق، ودرعا بمشاركة مئات الآلاف.
-
عرض عسكري كبير في ساحة الأمويين.
-
المحلل بسام سليمان وصفها بأنها "أكبر موجة فرح تشهدها سوريا منذ عقود".
الاستقطاب السياسي والطائفي
-
رئيس المجلس العلوي الأعلى دعا لإضراب عام رفضاً للاحتفالات.
-
انتقادات من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي ترى أن الحكومة الانتقالية ما تزال "محكومة بعقلية الفصائل".
-
الأمم المتحدة وصفت المرحلة بأنها هشة، مع استمرار العنف في الساحل والسويداء.
التحديات الأمنية
-
نشاط متجدد لتنظيم داعش في عدة محافظات.
-
إعادة تموضع ميليشيات إيرانية على الحدود السورية–العراقية واللبنانية.
-
ضربات إسرائيلية في الجنوب.
-
فشل الحكومة في فرض السيطرة الكاملة على الساحل والسويداء وبعض مناطق الشمال.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
-
عودة أكثر من مليون لاجئ، وتحسن محدود في الخدمات الأساسية.
-
ارتفاع إنتاج الكهرباء إلى 2400 ميغاواط وتزويد دمشق بالتيار 24 ساعة يومياً للمرة الأولى منذ 2011.
-
رفع قيود تحويل الأموال وفك تجميد الحسابات البنكية.
-
اقتصاد هش يعاني من إرث ثقيل: الدمار، الفساد، تعدد الجيوش، والتدخلات الخارجية.
ماذا يقول الخبراء؟ بين الواقعية والتحذير
بسام سليمان (كاتب سياسي – دمشق)
-
يرى أن الإنجازات تفوق المتوقع مقارنة بالإرث الثقيل.
-
يحذر من “تعدد الجيوش” ويدعو إلى معارضة وطنية مسؤولة.
-
يعتبر حماية المتظاهرين في حمص مؤشراً إيجابياً على تغيّر النهج الأمني.
د. خلدون النبواني (باريس)
-
يعتبر الاحتفال "ضرورة تحريرية" بعد عقود من الاستبداد.
-
يحذر من إعادة إنتاج السلطة القديمة بثوب جديد.
-
يدعو إلى عدالة انتقالية، عقد اجتماعي جديد، وحوار شامل يضمن وحدة البلاد.
عام من التحول… وامتحان السنوات المقبلة
الجواب رهن بقدرة القيادة الجديدة على بناء الثقة، وإطلاق مصالحة وطنية حقيقية، والتعامل بواقعية مع مجموعات النفوذ الداخلي والخارجي.
