الركراكي: «مونديال 2026 أصعب بكثير من قطر.. ولا مجال للغرور»


الركراكي: «مونديال 2026 أصعب بكثير من قطر.. ولا مجال للغرور»
الركراكي

وليد الركراكي يحذر من صعوبة كأس العالم 2026 مقارنة بقطر، مؤكداً أن الضغوط ستكون مضاعفة رغم الحضور الجماهيري الكبير المتوقع في أمريكا الشمالية.

في تصريحات قوية حملت الكثير من الواقعية والتحذير، أكد الناخب الوطني وليد الركراكي أن مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم 2026 ستكون مختلفة تماماً عن تجربة مونديال قطر 2022. وقال بصراحة: «هناك من يظن أن الطريق سيكون سهلاً للمغرب، لكن الحقيقة أن التحديات أكبر بكثير، ولن نعيش في 2026 ما عشناه في قطر».

المدرب، الذي قاد أسود الأطلس إلى إنجاز تاريخي بتحقيق أول وصول عربي وإفريقي إلى نصف نهائي كأس العالم، شدد خلال حوار إعلامي على أن الظروف والضغوط ستكون مختلفة تماماً في النسخة المقبلة، المقامة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث تتطلب المنافسة استعداداً ذهنياً وبدنياً غير مسبوق.


دعم جماهيري عالمي.. وضغط مضاعف

يرى الركراكي أن الجماهير المغربية ستزحف بقوة نحو الملاعب الأمريكية، كما فعلت في قطر، لكن هذا الحماس قد يتحول إلى «ضغط إضافي» على اللاعبين إذا لم يتم التعامل معه بحكمة.

وقال بهذا الخصوص: «جمهورنا سيكون حاضراً بقوة في كل مكان، وهذا مصدر فخر لنا. لكن نحن أيضاً سنشعر بضغوط كبيرة لأن الجميع ينتظر منا تكرار إنجاز قطر وربما أفضل».

وبحسب الركراكي، فقد أصبح المنتخب المغربي «هدفاً» للمنتخبات العالمية، بعدما تحول من مفاجأة مونديال قطر إلى منافس حقيقي يُحسب له ألف حساب.


التحديات الفنية والذهنية قبل مونديال 2026

يشدد الركراكي على أن الإنجاز السابق لا يجب أن يتحول إلى عبء نفسي على اللاعبين، بل إلى دافع لتحقيق الأفضل. وقال: «نحن نعرف جيداً كيف نعمل تحت الضغط. هدفنا واحد: الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة».

وأضاف أن الاستعدادات الحالية، سواء لكأس إفريقيا 2025 التي سيستضيفها المغرب أو للمونديال، تعتمد على الحفاظ على الانسجام داخل المنتخب، مع إدماج المواهب الصاعدة التي باتت تضخ دماء جديدة في الفريق.


البرازيل والعمالقة.. خطر وفرصة

لم يخفِ الناخب الوطني حماسه وإحساسه بالتحدي عندما تحدث عن احتمال وقوع المغرب في مجموعة تضم منتخب البرازيل أو غيره من القوى العالمية، مؤكداً أن مثل هذه المواجهات تمنح المنتخب فرصة لإثبات مكانته بين الكبار.

وقال في هذا السياق: «مواجهة البرازيل أو أي منتخب عملاق تحدٍّ كبير، لكنه فرصة ذهبية أيضاً لإظهار مستوى الكرة المغربية على أعلى المستويات».

تصريحات الركراكي توحي بأنه يدرك تماماً حجم الترقب العالمي للمنتخب المغربي بعد تألقه التاريخي، وأن ذلك سيجعل كل مباراة في المونديال «نهائيّاً مصغراً» بالنسبة للأسود.


رسالة قوية للجماهير المغربية

في نهاية حديثه، وجه الركراكي رسالة مؤثرة للجماهير المغربية التي يرى فيها «القوة الحقيقية للمنتخب». وقال:
«أكبر أمنياتنا هي إسعاد الشعب المغربي ورفع راية البلاد عالياً. نعرف أن انتظارات الجماهير كبيرة، ونحن مستعدون لتحمل المسؤولية».

ويبدو أن هذه الرسالة تهدف إلى مصارحة الجمهور مبكراً بأن الطريق لن يكون سهلاً، لكن المنتخب يملك الإرادة والموهبة والروح القتالية لمواجهة التحديات.


استعدادات مكثفة قبل عام حاسم

يتزامن هذا الحديث مع مرحلة تحضيرية دقيقة يخوضها أسود الأطلس، حيث يركز طاقم الركراكي على تطوير الجوانب التكتيكية والبدنية قبل دخول غمار كأس إفريقيا 2025، التي ستكون اختباراً حقيقياً قبل المونديال.

ويراهن المدرب المغربي على استمرارية المجموعة الأساسية التي صنعت إنجاز قطر، مع دمج لاعبين شباب قادرين على تقديم الإضافة، في محاولة للحفاظ على التوازن بين التجربة والحيوية.


الختام: بين حلم الجماهير وواقعية الركراكي

تؤكد تصريحات وليد الركراكي أن المنتخب المغربي يدخل كأس العالم 2026 بطموحات كبيرة، ولكن بوعي كامل بحدة المنافسة وضخامة التحديات. فالطريق إلى المجد ليس مفروشاً بالورود، ولا مكان فيه للغرور أو التهاون.

وإذا كان إنجاز قطر قد فتح باب الحلم، فإن الركراكي اليوم يضع الإطار الواقعي لهذا الحلم، داعياً الجميع إلى دعم المنتخب بعقلانية وثقة، لعل أسود الأطلس يكتبون صفحة جديدة من التاريخ على الأراضي الأمريكية.


HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات