مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في الخليل بعد محاولة هجوم بسيارة. إضراب عام وتصاعد التوتر في الضفة الغربية يعكس أزمة مستمرة منذ أكتوبر 2023.
الخليل – شهدت مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة يوم الأحد 7 ديسمبر 2025 حادثة دامية أودت بحياة فلسطينيين اثنين على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي، في تصعيد جديد للتوترات المستمرة منذ أكثر من عامين في المنطقة. الحادث وقع عند نقطة تفتيش في منطقة باب الزاوية، حيث حاول أحد المشتبه بهم قيادة سيارة باتجاه الجنود، وفق رواية الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الضحيتين هما أحمد خليل الرجابي (17 عاماً) وزياد جبارة أبو داود (55 عاماً)، الذي كان يعمل عاملاً في خدمات النظافة البلدية، وهو ما دفع عشرات الموظفين لمغادرة أعمالهم والمشاركة في جنازته. أدى الحادث أيضاً إلى إضراب عام شمل المدينة بالكامل، مع إغلاق المحلات التجارية وانقطاع الحياة الطبيعية في وسط الخليل.
الروايات المتناقضة للحادث
تباينت الروايات حول ملابسات الحادث:
-
وفق الجيش الإسرائيلي، كان أحد الضحايا يُشتبه في محاولة تنفيذ هجوم بسيارة مسرعة، بينما كان الآخر "غير متورط"، مشيراً إلى أنه لم تقع إصابات في صفوف الجنود.
-
من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية ووكالة وفا أن إطلاق النار كان على سيارة مدنية، وأن الضحايا كانوا ممتثلين لأوامر التوقف، ووصفت العائلة الحادث بأنه "هجوم بربري"، مضيفة أن قوات الاحتلال أعاقت وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى.
شهدت الجنازة مشاركة واسعة من السكان وموظفي البلدية الذين ارتدوا سترات برتقالية تضامناً مع أبو داود، فيما أعلنت نقابة عمال البلدية إضراباً داخل المؤسسات العامة، احتجاجاً على ما وصفته بـ"قتل مدنيين أبرياء".
السياق الأوسع للصراع
يأتي هذا الحادث في إطار موجة عنف مستمرة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تصعيد كبير في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025. الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ ذلك التاريخ تجاوز 1000 شخصاً، بينهم مدنيون ومقاتلون، بينما بلغ عدد الإسرائيليين القتلى 44 على الأقل.
وقد أدى الإضراب العام إلى شل الحركة التجارية والحياة اليومية في الخليل، فيما تزايدت تقارير الاعتداءات المستوطنة والمداهمات العسكرية، مع ممارسات متكررة تشمل احتجاز جثث الضحايا.
ردود الفعل المحلية والدولية
انتشر الحادث بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مستخدمون فلسطينيون وعرب عن غضبهم، متهمين الجيش بـ"الإطلاق العشوائي على المدنيين"، في حين دافع آخرون عن الرواية الإسرائيلية بوصفها رد فعل دفاعي.
أبرز المنشورات على منصة X (تويتر سابقاً) تضمنت:
-
منظمة حقوق الإنسان العربية: "استهداف مركبة مدنية أدى لمقتل فلسطينيين اثنين في الخليل".
-
قناة العربية: "مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بعد استهداف سيارة في باب الزاوية".
-
صحيفة الخليج: "إضراب شامل في المدينة بعد الحادث".
خاتمة
الحادث يسلط الضوء على التوتر المستمر والصراع اليومي في الضفة الغربية، ويؤكد الحاجة الملحة إلى تحقيق مستقل وشفاف لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار الانتهاكات بحق المدنيين، خصوصاً الأطفال وكبار السن، في مناطق الصراع.
