![]() |
| دونالد ترامب يلقي خطاباً في ماونت بوكونو، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية في 10 ديسمبر 2025 |
بعد انتهاء العمل بقانون AGOA في سبتمبر 2025، تصاعدت جهود واشنطن والدول الإفريقية لإعادة تفعيل الامتيازات التجارية، وسط خلافات حول جنوب أفريقيا وتنافس متصاعد مع الصين.
AGOA بعد 25 عامًا: قانون ينتهي… واقتصادات تهتز
الدول الأكثر تضررًا تشمل:
-
كينيا
-
ليسوتو
-
مدغشقر
-
تنزانيا
-
جنوب أفريقيا
هذه الدول تعتمد بشكل كبير على الإعفاءات الأميركية لحماية الصناعات كثيفة العمالة، مثل صناعة النسيج، التي يشكل فيها AGOA شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا.
تحركات مكثفة: لوبيات أميركية وأفريقية تضغط لإنقاذ القانون
ما إن انتهى العمل بالبرنامج، حتى اشتعلت الدبلوماسية التجارية:
مدغشقر في صدارة التحرك
تقود مدغشقر حملة دبلوماسية واسعة داخل واشنطن لإقناع المشرعين بأن آلاف الوظائف في صناعتها النسيجية مهددة.
وفود من كينيا وليسوتو وتنزانيا
لوبيات الملابس الأميركية
قطاع الألبسة في الولايات المتحدة يعتمد على واردات منخفضة التكلفة من أفريقيا، ما دفعه إلى تبني نفس خطاب القلق، خوفًا من اضطرابات في سلاسل الإمداد.
الكونغرس الأميركي يتحرك… والبيت الأبيض يعترض
في 10 ديسمبر 2025، صوّتت لجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب بأغلبية 37 مقابل 3 لدعم تمديد AGOA حتى 31 ديسمبر 2028، مع:
-
تطبيق الإعفاءات بشكل رجعي منذ تاريخ انتهاء القانون
-
تعويض الشركات عن الرسوم المدفوعة خلال فترة الانقطاع
لكن البيت الأبيض، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أبدى رفضًا واضحًا لهذا التمديد الطويل، مفضلًا تمديدًا لمدة عام واحد فقط لإعادة التفاوض حول بنود القانون وإعادة تقييم الدول المستفيدة.
جنوب أفريقيا: الحلقة الأصعب في المفاوضات
رغم كونها أكبر مستفيد من AGOA، تواجه جنوب أفريقيا خطر الاستبعاد، نتيجة:
-
رسوم جمركية مرتفعة تفرضها على السلع الأميركية
-
عقبات غير جمركية تعرقل التجارة
-
مواقف جيوسياسية غير منسجمة مع واشنطن
-
علاقات وثيقة مع روسيا والصين
-
اتهامات أميركية لسياساتها بـ"المعاداة للغرب"
الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير وصف جنوب أفريقيا بأنها "مشكلة فريدة"، مفتوحًا الباب أمام استثنائها أو تعديل شروط مشاركتها.
لماذا يهم AGOA واشنطن؟ التنافس مع الصين يحسم المعركة
في ظل تراجع حصة أفريقيا من التجارة الأميركية من 2% إلى 1.4%، وارتفاع التبادل التجاري بين أفريقيا والصين إلى 295 مليار دولار مقابل 104.9 مليارات فقط مع الولايات المتحدة، أصبحت واشنطن ترى في تجديد AGOA جزءًا من:
-
استراتيجية مواجهة النفوذ الصيني
-
تأمين المعادن الحرجة لسلاسل التوريد الأميركية
-
بناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد
-
منع تحوّل أفريقيا بالكامل إلى الساحة الخلفية لبكين
إصلاحات مقترحة: هل يتحول AGOA إلى نسخة جديدة؟
توصيات مراكز التفكير الأميركية، وعلى رأسها CSIS، تدعو إلى إصلاحات تشمل:
1. دورات تجديد أطول (10–16 سنة)
لتوفير اليقين للمستثمرين.
2. مراجعة أهلية الدول كل 3 سنوات بدلًا من التقييم السنوي
3. دمج البرنامج مع منطقة التجارة الحرة الإفريقية AfCFTA
4. دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر:
-
تيسير قواعد المنشأ
-
تعزيز قدراتها اللوجستية
-
تدريبها على المعايير الأميركية
5. إصلاحات في الحوكمة ومحاربة الفساد
تأثيرات مباشرة على الدول الأفريقية
مع انتهاء AGOA، بدأت آثار سلبية تظهر:
-
انخفاض صادرات 2024 غير النفطية إلى 8 مليارات دولار فقط، وهو أدنى مستوى منذ سنوات
-
توقف استثمارات جديدة في مصانع الملابس
-
اضطراب في سلاسل الإمداد التي تربط أفريقيا بالشركات الأميركية
الدول الأكثر تضررًا حسب البيانات:
| الدولة | القطاعات الرئيسية | الوظائف | مستوى الخطر |
|---|---|---|---|
| جنوب أفريقيا | السيارات، الزراعة، المعادن | 100,000+ | خطر استبعاد مرتفع |
| كينيا | الألبسة، الزهور، الشاي | 200,000 | ارتفاع الرسوم الجمركية |
| ليسوتو | النسيج | 40,000 | تهديد مباشر للقطاع |
| مدغشقر | الملابس والفانيلا | 150,000 | اضطراب الإمدادات |
| تنزانيا | الزراعة والنسيج | 50,000 | ضعف ثقة المستثمرين |
خلاصة: معركة تجارية ستحدد مستقبل العلاقة الأميركية–الأفريقية
قانون AGOA لم يعد مجرد اتفاق تجاري، بل أصبح محور صراع جيوسياسي واقتصادي بين:
-
الكونغرس الأميركي الذي يريد تجديدًا طويل الأمد
-
البيت الأبيض الذي يسعى لانفتاح محدود وقواعد جديدة
-
الدول الأفريقية التي تعتمد على الإعفاءات لإنقاذ ملايين الوظائف
-
الصين التي تترقب أي فراغ لملئه اقتصاديًا في القارة
ومع تواصل الوفود الأفريقية زياراتها للكونغرس، سيحدد القرار النهائي مسار التجارة بين الجانبين لسنوات، في وقت يحتاج فيه الطرفان إلى شراكات مستقرة وموثوقة.
