تعاون عسكري مغربي فرنسي لتوطين الصناعة الدفاعية

 

تعاون عسكري مغربي فرنسي لتوطين الصناعة الدفاعية

المغرب وفرنسا يعززان شراكتهما العسكرية خلال الدورة 23، مع بحث توطين الصناعة الدفاعية وتوسيع التعاون في الذكاء الاصطناعي والفضاء.

التعاون العسكري المغربي-الفرنسي يتعزز خلال الدورة الـ23 للجنة المشتركة بباريس

في خطوة استراتيجية تعكس عمق العلاقات الدفاعية بين الرباط وباريس، شهدت الدورة الـ23 للجنة العسكرية المشتركة المغربية-الفرنسية، المنعقدة في باريس يومي 9 و10 ديسمبر 2025، دفعة قوية للشراكة بين البلدين. فقد قاد الفريق أول محمد بريد، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، وفداً عسكرياً رفيع المستوى في زيارة استطلاعية إلى مجموعة KNDS الفرنسية، إحدى أهم الشركات الأوروبية المتخصصة في الصناعات الدفاعية البرية.

اللقاء كان فرصة لبحث سبل الارتقاء بالتعاون العسكري، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية والدولية، وتزايد الحاجة إلى شراكات استراتيجية تواكب التطور السريع في التقنيات الدفاعية المتقدمة.

بحث حلول دفاعية متقدمة وتوطين الصناعة العسكرية في المغرب

ناقش الجانبان أثناء الزيارة أحدث الحلول التقنية التي تقدمها KNDS، بما في ذلك الأنظمة القتالية المتطورة، وابتكارات الدفاع الأرضي، ومنصات الذكاء الاصطناعي المدمجة في المعدات العسكرية الحديثة. وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لطرح إمكانية توطين صناعة دفاعية في المغرب، وهو ورش استراتيجي تسعى الرباط إلى تعزيزه خلال السنوات الأخيرة، تماشياً مع توجهها نحو تحقيق الاكتفاء الدفاعي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

هذه الخطوة تأتي متماشية مع الرؤية المغربية لتطوير قاعدة صناعية متقدمة، خاصة بعد النجاحات المحققة في مجالات الطيران، السيارات، وصناعات الطائرات بدون طيار.

توسيع التعاون التقني: الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني والفضاء

أبرز ما ميز لقاء باريس هو توافق الطرفين على دخول مجالات جديدة ذات حساسية عالية، على رأسها الذكاء الاصطناعي العسكري، الأمن السيبراني، وتقنيات الفضاء. وهي ميادين باتت أساسية في تطوير جيوش حديثة قادرة على مواجهة التهديدات المتغيرة، سواء المتعلقة بالحروب الرقمية، الهجمات السيبرانية، أو سباق التفوق الفضائي.

هذا الانفتاح يعكس رغبة مشتركة في بناء تعاون متعدد الأبعاد، لا يقتصر على التمارين أو تبادل الخبرات، بل يشمل البحث العلمي، الابتكار، وتطوير القدرات الدفاعية المستقبلية.

تتويج رسمي وتحسن لافت في العلاقات الثنائية

خلال الاجتماع نفسه، قام الرئيس الفرنسي بمنح الفريق أول محمد بريد وسام الشرف الوطني الفرنسي (Legion of Honor)، وهو أحد أرفع الأوسمة في فرنسا، تكريماً لدوره في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
هذا التكريم يشكل رسالة سياسية واضحة تعكس الانفراج الذي عرفته العلاقات الثنائية منذ إعلان فرنسا في 2024 دعمها الكامل لسيادة المغرب على الصحراء، وهي الخطوة التي أعادت الدفء إلى العلاقات وترجمت إلى برامج تعاون عسكري واقتصادي متقدمة.

كما اتفق الطرفان على وضع برنامج تعاون شامل لسنة 2026، ما يؤكد رغبة الجانبين في البناء على المكتسبات وتوسيع آفاق الشراكة.

تمارين عسكرية مشتركة: نحو تنسيق عملياتي أكبر

شهد عام 2025 زخماً مهماً في التدريبات المشتركة بين الجيشين، إذ نُظمت عدة مناورات بارزة شملت:

  • Chergui 2025 بالرشيدية في أكتوبر

  • Chebec 2025 البحرية في نوفمبر

  • Sharki 2025 لمواجهة التهديدات الإقليمية

هذه التمارين ساهمت في رفع مستوى الجاهزية، وتعزيز التنسيق العملياتي، وتطوير قدرات القوات المغربية والفرنسية في مجالات البر والبحر والجو. كما تُعد هذه التدريبات جزءاً من الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في غرب المتوسط ومنطقة الساحل، خاصة في ظل التحديات الجديدة المرتبطة بالإرهاب والهجرة غير النظامية.

KNDS: لاعب رئيسي في تطوير الصناعة الدفاعية المغربية

تُعد مجموعة KNDS، المعروفة بمنظومة مدافع Caesar التي بيع منها أكثر من 800 وحدة حول العالم، أحد أهم الشركاء المحتملين للمغرب في مشروع توطين الصناعة الدفاعية البرية.
الشراكة مع هذه المجموعة قد تمنح المغرب فرصة لتطوير خطوط إنتاج محلية، نقل التكنولوجيا، وتكوين الكفاءات، ما يخلق فرص عمل ويدعم تنافسية المملكة إقليمياً، خصوصاً مع دخول فاعلين جدد في قطاع التصنيع العسكري داخل المنطقة.

كما تأتي هذه الدينامية في وقت يعزز فيه المغرب علاقاته الدفاعية مع دول أخرى مثل إسرائيل، ويمضي نحو بناء منظومة دفاعية متعددة المصادر ومتقدمة تقنياً.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات