'ملف القفطان' فضيحة اليونيسكو: الجزائر تتراجع بعد رفض دولي واسع

 

'ملف القفطان' فضيحة اليونيسكو: الجزائر تتراجع بعد رفض دولي واسع

انسحاب الجزائر من تعديل جدول أعمال اليونيسكو بعد رفض دولي لمحاولة التأثير على ملف القفطان المغربي، في جلسة وصفت بالفضيحة الدبلوماسية.

فضيحة في اليونيسكو: الجزائر تسحب طلب تعديل جدول الأعمال بعد رفض دولي… ومحاولة فاشلة للتأثير على ملف القفطان المغربي

شهدت الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، المنعقدة في الهند خلال ديسمبر 2025، واقعة دبلوماسية مثيرة بعدما تقدّم الوفد الجزائري بطلب رسمي لتعديل جدول الأعمال عبر إدراج بند جديد (5 مكرر) يتعلق بتعديل الوثيقة 20.COM قبل مناقشة الترشيحات الجديدة — في خطوة فسّرها الإعلام المغربي كمحاولة مباشرة للتأثير على ملف إدراج القفطان المغربي ضمن التراث العالمي.

لكنّ الطلب الجزائري واجه رفضاً دولياً واسعاً، ما دفع السفير الجزائري خير السفير إلى طلب تعليق الجلسة للتشاور مع الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان شنقريحة، قبل أن يعود الوفد منهزماً ويعلن سحب الطلب نهائياً، مع القبول بمقترح المكتب كما هو.
المشهد، الذي وثّقه فيديو رسمي مدته 23 دقيقة، وُصف في المغرب بـ"فضيحة اليونيسكو"، وسط موجة انتقادات وسخرية من أداء الوفد الجزائري.



ما الذي حدث داخل الجلسة؟

وفق التسجيل الرسمي المنشور بتاريخ 8 ديسمبر 2025، جاءت أبرز مراحل الجدل الإجرائي كما يلي:

المرحلةالتفاصيلالوقت
محاولة إدراج البند الجزائريطلب إدراج تعديل للوثيقة 20.COM قبل مناقشة الترشيحات، مع الإشارة لعناصر مثل الملحفة، الكندورة، ومحاولة تمرير “قفطان”.01:08 – 01:58
اقتراح المكتبحلّ توافقي: الحفاظ على البند 9، لكن بدء مناقشة 9.ب (تعديل الجزائر) قبل 9.أ.03:44
رفض جزائري للتوافقالوفد يطالب بالتصويت المباشر ويحتج بعدم إبلاغه مسبقاً.08:49
موقف دولي موحّدالإمارات وبنغلاديش تدعمان المكتب، وإسبانيا تقترح التصويت السري بدعم من إثيوبيا ونيجيريا.09:47 – 11:35
استشارة قانونيةالمستشار القانوني يؤكد حق الجزائر في التصويت السري.17:17 – 21:28
الانسحابالجزائر تتراجع وتقبل بمقترح المكتب دون تصويت.22:50 – 23:21

الفيديو أظهر توتراً واضحاً على السفير الجزائري عند عودته بعد الاتصال، وسط همسات وضحكات خفيفة بين بعض الوفود، ما جعل المشهد مادة دسمة للمنصات الرقمية.


السياق الأعمق: صراع ثقافي قديم حول القفطان

الخلاف ليس وليد اللحظة. فمنذ 2023، دخل البلدان في صراع دبلوماسي وثقافي حول التراث المغربي، خصوصاً بعد محاولات متكررة من الجزائر لإدراج عناصر مغربية ضمن ملفاتها، كان أبرزها:

  • إدراج صورة قفطان مغربي في ملف "الملحفة والكندورة" (تم سحبها بعد احتجاج مغربي رسمي – 2024)

  • تقديم عناصر مشابهة في ملفات 2023–2024

  • مطالبات مغربية بحماية القفطان قانونياً في المنتديات الدولية

  • حملة توقيعات إلكترونية جمعت 21 ألف توقيع ضد محاولة الجزائر إدراج كلمة "قفطان" ضمن ملفها (2025)

أما المغرب، فقد تقدّم بملف رسمي لإدراج القفطان المغربي في أبريل 2025، في خطوة لاقت دعماً دولياً واسعاً.


ردود الفعل: احتفال مغربي… وارتباك جزائري

على منصّة X، تحوّل الفيديو إلى تراند خلال ساعات، مع هاشتاغات:

  • #القفطان_المغربي

  • #فضيحة_اليونيسكو

  • #UNESCO2025

الجماهير المغربية أعربت عن ارتياحها لما حدث، معتبرة الموقف "انتصاراً دبلوماسياً وثقافياً". وفي المقابل، اعتبر الجزائريون أن ما وقع "تحيز دولي" و"سوء فهم إجرائي".

عدد من الوكالات الإعلاميات المغربية وصفت الحادثة بأنها "إدانة دولية لمحاولة الاستيلاء على التراث المغربي"، بينما حاولت وكالة الأنباء الجزائرية التقليل من شأنها واصفة إياها بـ"إجراء عادي".


دلالات الحادثة على الصعيد الدولي

هذه الواقعة تعكس ثلاثة اتجاهات واضحة:

  1. تعزيز موقع المغرب ثقافياً داخل اليونسكو

  2. ضعف الدبلوماسية التراثية الجزائرية بعد سلسلة محاولات فاشلة

  3. اتساع الوعي الدولي بخطورة سرقة التراث، خصوصاً في منطقة شمال إفريقيا

كما ينتظر أن تشكل نتائج دورة 2025 محطة فاصلة في مسار الاعتراف الدولي بالقفطان المغربي كتراث عالمي أصيل.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات