برونو روتايو يهاجم الجزائر بعد قرار أممي يدعم المغرب

 

برونو روتايو يهاجم الجزائر بعد قرار أممي يدعم المغرب
برونو روتايو

تصريح ناري من برونو روتايو يصف النظام الجزائري بالمعزول بعد تبني قرار أممي يدعم الحكم الذاتي المغربي بالصحراء. توتر جديد في العلاقات الفرنسية-الجزائرية.

في خطوة فجّرت جدلاً واسعاً وأعادت التوتر إلى واجهة العلاقات الفرنسية-الجزائرية، شنّ برونو روتايو، وزير الداخلية الفرنسي ورئيس حزب الجمهوريين، هجوماً عنيفاً على النظام الجزائري، واصفاً إياه بـ"النظام المتسلط المعزول دولياً". جاء التصريح عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار 2797 بتاريخ 31 أكتوبر 2025، وهو القرار الذي منح دعماً قوياً لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، وكرّس عزلة الموقف الجزائري داخل المنظمة الأممية.

التصريح الذي أدلى به روتايو لإذاعة RTL يوم 8 ديسمبر 2025، اعتبر أن "العالم اصطفّ إلى جانب المغرب"، مشيراً إلى أن الجزائر "لم تحصل على صوت واحد مؤيد، حتى من حلفائها التقليديين مثل روسيا والصين". وانتشر المقطع بشكل واسع على منصات التواصل، معيداً إلى الواجهة نهج روتايو المتشدد تجاه الجزائر، خصوصاً في ملفات الهجرة والسياسة الخارجية.




قرار مجلس الأمن 2797: تحول دبلوماسي غير مسبوق

اعتمد مجلس الأمن قراراً أمريكياً صيغ بعد مشاورات طويلة، ليحظى بتأييد 11 دولة مقابل 3 امتناعات ودون أصوات معارضة. القرار أكد:

  • دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية (2007) باعتبارها الحل الواقعي والعملي والدائم للنزاع.

  • اعتبار الجزائر طرفاً في النزاع، وليس مجرد "ملاحظ"، وهو تحول يضرب جوهر الخطاب الدبلوماسي الجزائري.

  • تمديد ولاية بعثة مينورسو حتى 31 أكتوبر 2026.

  • التأكيد على "تنفيذ القرارات السابقة" مع التركيز على المسار السياسي المبني على الواقعية.

كما تجنبت كل من روسيا والصين وباكستان التصويت ضد القرار رغم علاقاتها التقليدية بالجزائر، وهو ما قرأه روتايو كدليل إضافي على "العزلة الدبلوماسية" الجزائرية.

خريطة التصويت في مجلس الأمن

الدول المصوتةالموقفملاحظات
الولايات المتحدة – فرنسا – بريطانيا – اليابان – كوريا الجنوبية – سويسرا – إكوادور – ماليزيا – الغابون – موزمبيق – غيانامؤيد (11)دعم مباشر وصريح للحكم الذاتي.
روسيا – الصين – باكستانامتناع (3)تجنّب المواجهة مع المغرب وخط تجنب دعم الجزائر.
الجزائرعدم مشاركةرفض التصويت بعد فشل ضمان دعم.

روتايو يفتح النار مجدداً: "الجزائر تريد كل شيء دون مقابل"

روتايو لم يكتف بانتقاد القرار الجزائري تجاه الأمم المتحدة، بل وسّع هجومه ليشمل ملفات متراكمة في العلاقات الثنائية. واتهم الجزائر بأنها:

  • "تستفيد من امتيازات فرنسية دون تقديم أي مقابل".

  • "لا تتعاون في ملف إعادة المهاجرين غير النظاميين".

  • "تستغلّ برامج التبادل الطلابي مثل Erasmus+ دون التزام".

وسبق لروتايو أن هدد في أكتوبر ونوفمبر 2025 بتعليق اتفاقيات الهجرة مع الجزائر في حال "استمرار التعنت"، داعياً إلى "موقف أكثر حزماً".


ردود الفعل: صدام إعلامي ودبلوماسي متصاعد

أحدث تصريح روتايو موجة واسعة من الردود:

في فرنسا

  • وزارة الخارجية الفرنسية أعربت عن "أسفها" للتصريح، لكنها أعادت التذكير بـ"موقف فرنسا الثابت" الداعم للقرار الأممي وللمغرب في قضية الصحراء.

  • قيادات من حزب الجمهوريين دافعت بقوة عن روتايو، معتبرة أن "الوضوح ضروري في العلاقات مع الجزائر".

في الجزائر

  • وسائل الإعلام الرسمية، خصوصاً الوكالة الصحراوية و"الشروق"، اعتبرت التصريح "تدخلاً في الشؤون الداخلية".

  • محللون جزائريون رأوا أن تعديلات أدخلتها الجزائر على مشروع القرار تعدّ "نجاحاً دبلوماسياً جزئياً".

في المغرب

  • الإعلام المغربي رحّب بالتصريح واعتبره "اعترافاً أوروبياً جديداً بانتصار الدبلوماسية المغربية".

  • محللون سياسيون وصفوه بأنه "تأكيد لانتهاء عزلة المغرب وبدء مرحلة جديدة في ملف الصحراء".


التوترات الفرنسية-الجزائرية: أزمة مستمرة منذ 2024

التصعيد الأخير ليس معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة من الخلافات التي شملت:

  • ملف الصحراء بعد تقارب باريس-الرباط.

  • الهجرة غير النظامية، ورفض الجزائر استقبال المرحّلين.

  • الذاكرة الاستعمارية، إذ تتبادل الدولتان الاتهامات حول "استغلال الماضي".

ويرى محللون أن خطاب روتايو قد يشعل جولة جديدة من التوتر، خاصة مع اقتراب استحقاقات دبلوماسية عربية وإفريقية سيحتل فيها ملف الصحراء موقعاً مركزياً.


خلاصة

يعكس تصريح برونو روتايو حجم التغيير الذي أحدثه القرار الأممي الأخير، والذي رسّخ الدعم الدولي للحل المغربي في الصحراء، مقابل تراجع في نفوذ الجزائر داخل مجلس الأمن. وبين خطاب فرنسي متشدد وردود جزائرية غاضبة، يبدو أن العلاقات بين البلدين تسلك طريقاً أكثر توتراً في المرحلة المقبلة.

HASSAN BENYOUB
بواسطة : HASSAN BENYOUB
Maghrebcom مدونة إخبارية شاملة ترصد أبرز المستجدات في العالم العربي، المغرب العربي، الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى أخبار التقنية، الرياضة، المشاهير والمرأة.
تعليقات