![]() |
| برونو روتايو |
برونو روتايو يدعو لنهج صارم مع الجزائر بعد تثبيت حكم سبع سنوات على الصحفي كريستوف غليز، ما يزيد التوتر بين باريس والجزائر.
في خطوة فجّرت جدلاً واسعاً داخل الساحة السياسية الفرنسية، صعّد برونو روتايو، رئيس حزب الجمهوريين ووزير الداخلية الفرنسي السابق، خطابه تجاه الجزائر، داعيًا باريس لاعتماد نهج "أكثر صرامة" و"أقل تنازلاً" بهدف الإفراج عن الصحفي الفرنسي كريستوف غليز المحكوم بالسجن سبع سنوات في الجزائر.
روتايو، المعروف بمواقفه الحادة في ملفات الهجرة والأمن، اعتبر خلال مقابلة إذاعية على RTL يوم 7 ديسمبر 2025 أن الحكم على غليز "يعكس خللاً عميقاً" في العلاقة بين البلدين، مؤكداً أن "فرنسا تمنح الكثير في العلاقة الثنائية، بينما لا تحصل على أي مقابل".
هذه التصريحات انتشرت بسرعة عبر منصات التواصل، خاصة بعد نشرها من طرف قناة "المغاربية" في منشور حصد آلاف المشاهدات والتفاعلات، ليزيد من حدّة السجال السياسي حول مستقبل العلاقات الفرنسية–الجزائرية.
خلفيات القضية: حكم مثير للجدل واتهامات بـ“الإشادة بالإرهاب”
بعد عام ونصف على اعتقاله في مايو 2024 بتهمة "الإشادة بالإرهاب" و"الاتصال بحركة انفصالية" في منطقة القبائل، أيدت محكمة الاستئناف الجزائرية في 3 ديسمبر 2025 الحكم الابتدائي بسجن كريستوف غليز سبع سنوات.
غليز، الصحفي الرياضي المعروف لدى مجلتي "سو فوت" و**"سوسايتي"**، كان بصدد إعداد تقرير عن نادي شبيبة القبائل (JSK)، قبل أن يتم توقيفه والتحقيق معه حول “اتصالات صحفية” وصفتها السلطات بأنها “روابط مشبوهة”.
من جانبها، نفت مراسلون بلا حدود (RSF) كل الاتهامات، معتبرة أن القضية "انتقام سياسي" بسبب عدم حصول غليز على تأشيرة صحفية، ودعت إلى إطلاق سراحه "دون قيد أو شرط".
روتايو: "الوقت حان لوقف التنازلات للجزائر"
في مقابلة RTL، قال روتايو بنبرة صارمة:
"فرنسا لا تنتظر الكثير من الجزائر، بينما الجزائر تنتظر كل شيء من فرنسا. يجب وقف هذه العلاقة غير المتوازنة."
ودعا بشكل مباشر إلى تعليق اتفاقية 1968 الخاصة بتنقل وإقامة الجزائريين في فرنسا، مما يجعل تصريحاته الأكثر تشدداً تجاه الجزائر منذ أشهر.
كما ربط مصير المسجونين الفرنسيين في الجزائر، ومن بينهم الروائي بوعلام صنصال الذي حصل على عفو رئاسي في 12 نوفمبر 2025، بـ"نوعية النهج الذي تتبناه باريس".
توتر دبلوماسي متصاعد منذ أشهر
التوتر بين باريس والجزائر ليس جديداً، لكنه بلغ ذروته في 2025، خاصة بعد:
-
خلافات ملف الهجرة: روتايو اتهم الجزائر في مارس 2025 بـ"عدم التعاون" في استعادة مهاجريها غير الشرعيين، وهدد بالاستقالة.
-
عفو صنصال: الذي أثار أملاً بإطلاق سراح غليز، لكنه سرعان ما تبخر بعد تثبيت الحكم.
-
انتقادات إعلامية فرنسية واسعة:
-
لوموند: "مهزلة قضائية".
-
لوفيغارو: "ضربة جديدة لحرية الصحافة".
-
وزارة الخارجية الفرنسية أعربت عن "أسفها الشديد" للحكم، ودعت لحلّ سريع يضمن عودة غليز إلى بلده.
رد فعل الجزائر: صمت رسمي... وغضب دبلوماسي غير معلن
حتى لحظة نشر الخبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الجزائرية، لكن دبلوماسيين جزائريين نقلوا لوسائل إعلام أوروبية انزعاجهم من "التصعيد غير المبرر" من طرف روتايو.
ووفق مصادر صحفية، تعتبر الجزائر أن القضية "قضائية بحتة"، وترفض "تسييسها أو ربطها بالاتفاقيات الثنائية".
موجة تفاعل على مواقع التواصل
منشور قناة "المغاربية" على إنستغرام، الذي أعاد تلخيص تصريحات روتايو بنبرة قوية، حقق انتشاراً ضخماً:
-
آلاف المشاهدات خلال ساعات
-
أكثر من 500 مشاركة على منصة X
-
نقاشات واسعة حول حرية الصحافة في الجزائر والعلاقات الثنائية
العديد من المتابعين اعتبروا أن روتايو يتعمد "تأجيج التوتر" لأسباب انتخابية داخلية، بينما رأى آخرون أن باريس "تخسر الكثير" مقابل علاقة "غير واضحة" مع الجزائر.
خلاصة المشهد: أزمة مرشحة للتصعيد
التصعيد الفرنسي الأخير يكشف أن العلاقات بين باريس والجزائر قد تدخل مرحلة أكثر حساسية، خاصة مع تهديدات روتايو بتعليق اتفاقيات هامة، واستخدام ملف الصحفي كريستوف غليز كورقة ضغط.
وإذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فقد تتجه الأزمة نحو:
-
توتر أكبر في ملف الهجرة
-
تجميد اتفاقيات ثنائية حساسة
-
مزيد من الانتقادات الأوروبية للجزائر
-
ضغط إعلامي وحقوقي دولي متزايد
الوضع لا يزال مفتوحاً على كل السيناريوهات، وفي انتظار خطوات رسمية من باريس أو الجزائر، يظل ملف غليز أحد أبرز نقاط التوتر في العلاقات بين البلدين.
