![]() |
| القفطان المغربي |
اليونسكو تقترب من إعلان القفطان المغربي تراثاً إنسانياً غير مادي خلال دورة دلهي 2025، رغم محاولات العرقلة الإقليمية. ملف مغربي متكامل يوثق التاريخ، الحِرف، والتقاليد ليحسم معركة الهوية الثقافية عالمياً.
القفطان المغربي… تراث أصيل يطرق أبواب اليونسكو بثقة
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى العاصمة الهندية نيودلهي، حيث تعقد اليونسكو دورتها الـ20 للجنة الحكومية لصون التراث غير المادي. ويقف المغرب في مقدمة الدول المرشحة لإعلان عنصر جديد ضمن لائحة التراث الإنساني: القفطان المغربي، أحد أعرق رموز الهوية الثقافية للمملكة، وأكثرها انتشاراً وتميزاً عبر التاريخ.
الملف المغربي، الذي قُدّم رسمياً في أبريل 2025، وصل إلى المرحلة النهائية بعد توصية إيجابية من الهيئة التقييمية، ما يجعل نسبة إدراجه شبه مؤكدة.
معركة ثقافية: كيف واجه المغرب محاولات الاستيلاء على القفطان؟
لم تكن رحلة القفطان نحو اليونسكو مساراً سهلاً. فقد واجه الملف محاولات متكررة لإفراغه من هويته الأصلية، خصوصاً بعدما حاولت دول مجاورة نسب هذا اللباس التقليدي إليها. المغرب ردّ بحزم، مسنوداً بوثائق تاريخية، وصور أرشيفية، ومخطوطات تعود إلى القرن الثاني عشر، تؤكد دون لبس أن القفطان ازدهر في المدن المغربية منذ العصور الموحدية والمرينية.
وقد سبق لليونسكو سنة 2024 أن سحبت صورة قفطان مغربي من ملف دولة أخرى، بعدما أثبت المغرب أن القطعة المعروضة تعود لمدينة فاس.
كواليس الإعداد: ماذا تضمّن الملف المغربي المقدم لليونسكو؟
-
تاريخ تطور القفطان على مدى تسعة قرون
-
وصفاً دقيقاً لحِرفه التقليدية
-
شهادات حرفيين وصانعات تطريز
-
أرشيفاً فوتوغرافياً وفيديو وثائقي من 10 دقائق
-
موافقات مجتمعية من مختلف المدن المغربية
-
دراسة حول انتقال المهارات بين الأجيال
وأكد مدير التراث الثقافي، مصطفى جلوق، أن الملف “محكم ومتكامل وقادر على مواجهة أي تحفظ”.
صنّاع القفطان… حِرف تتوارثها الأجيال منذ قرون
لا يكتمل القفطان دون بصمة الحرفيين، الذين يشكلون شبكة متداخلة من المهن التقليدية:
-
الزرداخي: نسج الحرير والبروكار
-
الفصّال: قص وتشكيل الأنماط
-
المعلمات: التطريز اليدوي بخيوط الذهب والفضة
-
صانعات العُقاد والسّفيفة: العلامة الأبرز للقفطان المغربي
-
الصنّاع التقليديون: حياكة الأقمشة المخملية والحريرية
هذه المهن تشكل اليوم اقتصاداً حقيقياً، وتُشغّل آلاف الحرفيين في مدن مثل فاس، الرباط، سلا، تطوان، ومراكش.
الجذور التاريخية للقفطان من الدولة الموحدية إلى العصر الحديث
جلسة دلهي 2025: متى يصدر القرار وما هي نسبة حظوظ المغرب؟
مصطفى جلوق أكد في آخر تصريح إعلامي:
“نحن جاهزون لأي نقاش… والملف المغربي قوي وثري ولا يشوبه نقص.”
تنوع القفطان المغربي: مدارس التطريز والأقمشة واللمسات الجمالية
يتميز القفطان بتنوع كبير يعكس غنى الثقافة المغربية:
-
تطرّيز الغرزة
-
تطرّيز الحساب
-
تطرّيز الفتلة
-
التّرّز المجبود
-
البراكر المخملية والبروكار الفاسي
ردود الفعل الشعبية… المغاربة يحتفون ووسائل التواصل تشتعل
نحو المستقبل: كيف سيفتح إدراج القفطان الباب لتراث مغربي آخر؟
إذا نجح الملف – وهو شبه مؤكد – سيكون المغرب أمام فرصة أكبر لاقتراح ملفات أخرى في السنوات المقبلة، أبرزها:
-
الزليج المغربي
-
البلغة التقليدية
-
الصناعة الجلدية الفاسية
كما سيعزز الاعتراف الدولي مكانة القفطان في صناعة الموضة العالمية، حيث عرف انتشاراً واسعاً بفضل مصممين مغاربة عالميين.
