![]() |
| مصنع رونو |
تبحث رونو إنشاء مصنع جديد للسيارات الكهربائية في الناظور، مما قد يعزز الإنتاج الأخضر ويرفع قدرة المغرب الصناعية والصديرية نحو أسواق عالمية.
تواصل مجموعة رينو تعزيز حضورها الصناعي بالمغرب، مع تزايد المؤشرات حول دراسة إنشاء مصنع جديد مخصص لإنتاج السيارات الكهربائية والهجينة داخل المنطقة الصناعية لميناء الناظور West Med، وفق ما كشفته معطيات متطابقة من تقارير دولية ومصادر بقطاع الصناعة. الخطوة، إن تأكدت، قد تشكل تحولاً استراتيجياً في مسار تحول المغرب نحو مركز إقليمي لإنتاج المركبات الخضراء.
تشير المعلومات الأولية إلى أن المشروع قيد الدراسة الجدية داخل دوائر الشركة الفرنسية، في انسجام مع التوجهات التي أعلنتها في اتفاقها الموقّع مع الحكومة المغربية خلال أكتوبر 2025، والذي يهدف إلى إطلاق إنتاج شامل للسيارات الكهربائية والهجينة بحلول 2030، ورفع الطاقة الإنتاجية الوطنية من 500 ألف إلى 750 ألف مركبة سنوياً خلال السنوات المقبلة.
ميناء الناظور West Med
ميناء الناظور West Med… مرشح قوي لاحتضان "المصنع الأخضر"
وفق تقرير لمجلة Africa Intelligence، تُعدّ منطقة الناظور West Med الصناعية الخيار الأول المحتمل لاحتضان المشروع، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي في شمال المغرب وقربها من أوروبا، إضافة إلى جاهزيتها اللوجستية وقدرتها على توفير طاقة متجددة بالكامل، وهو عنصر حاسم في إنتاج السيارات الكهربائية منخفضة الانبعاثات.
الوزير المغربي للتجهيز نزار بركة كان قد أكد في تصريحات سابقة أن الميناء سيدخل الخدمة في سنة 2026، ما يفتح الباب أمام استقطاب مشاريع صناعية كبرى مرتبطة بالملاحة، والصناعات التحويلية، وسلاسل القيمة العالمية للسيارات.
رينو في المغرب… 12 سنة من التوسع ونسب إدماج قياسية
يمتد حضور رينو بالمغرب لأكثر من عقد، حيث تشغل مصنع طنجة العملاق منذ 2012 بطاقة تفوق 400 ألف وحدة سنوياً، توجه 90% منها إلى 70 سوقاً حول العالم. كما تدير مصنع "سوماكا" بالدار البيضاء، الذي يُنتج أساساً طرازات داسيا.
وقد عززت رينو موقعها في السوق المغربي عبر:
-
رفع نسبة الإدماج المحلي إلى أكثر من 65%.
-
التعاون مع 76 مزوداً صناعياً داخل البلاد.
-
بلوغ إنتاج سنوي قدره 413 ألف سيارة في 2024.
الاتفاق الموقّع في أكتوبر 2025 بين الحكومة والمجموعة الفرنسية تضمن:
-
خلق 7,500 منصب شغل مباشر وغير مباشر بحلول 2030.
-
إطلاق تشمل كهربائية وهجينة مصنوعة بالكامل في المغرب.
-
إنشاء مركز هندسة وبحث وتطوير قبل نهاية 2025.
لماذا الناظور؟
يرى خبراء الصناعة أن منطقة الناظور توفر ميزات تجعل منها الوجهة الأنسب:
-
قرب جغرافي من الأسواق الأوروبية بما يقلص تكاليف التصدير.
-
توفر طاقة خضراء رخيصة تدعم استراتيجية إزالة الكربون.
-
منطقة صناعية حديثة بإمكانيات توسع ضخمة.
-
رؤية حكومية واضحة لتحويل الشمال إلى قطب صناعي جديد.
انعكاسات محتملة على الاقتصاد المغربي
في حال اعتماد المشروع رسمياً، تشير التقديرات الأولية إلى أنه قد يساهم في:
-
خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.
-
رفع صادرات المغرب من السيارات إلى مستويات قياسية.
-
تعزيز مكانة المملكة كـ محور إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية.
-
استقطاب استثمارات موازية في البطاريات، الإلكترونيات، والبحث العلمي.
لكن… لا إعلان رسمياً حتى الآن
رغم قوة المؤشرات، تؤكد جميع المصادر أن المشروع لا يزال في مرحلة التقييم الداخلي داخل مجموعة رينو، ولم يصدر أي إعلان رسمي بشأن:
-
حجم الاستثمار المتوقع.
-
موعد انطلاق الأشغال.
-
الطاقة الإنتاجية للمصنع.
غير أن تكرار الإشارات من الإعلام الدولي، وخروج الملف إلى التداول بين خبراء الصناعة محلياً، يعزز فرضية أن رينو تدرس المشروع بجدية، في سياق سباق عالمي كبير نحو السيارات الكهربائية.
خلاصة
يبدو أن المغرب يقف أمام فرصة جديدة لترسيخ ريادته الإفريقية في إنتاج السيارات النظيفة، في وقت تسعى فيه شركات عالمية لإعادة توزيع مصانعها قرب أوروبا وتقليل الانبعاثات. ورغم أن القرار النهائي لرينو لم يُحسم بعد، إلا أن جميع المؤشرات تؤكد أن الناظور باتت على خارطة الاهتمام الاستراتيجي للمجموعة الفرنسية.

.jpg)