الشرطة الفرنسية توقف الصحفي الجزائري مهدي غزار وتفرج عنه دون تهم، وسط جدل حول إدراجه في الملف S وتداعيات طرده من RMC وتصاعد التوترات الدبلوماسية.
توقيف مهدي غزار بباريس يفاقم التوتر بين فرنسا والجزائر
توقيف يثير الجدل في قلب باريس
في خطوة زادت من حدة التوترات الفرنسية-الجزائرية، أوقفت الشرطة الفرنسية مساء الثلاثاء الصحفي الجزائري مهدي غزار، قبل أن تُفرج عنه صباح الأربعاء بعد ساعات من الاستجواب دون توجيه أي تهم رسمية. وأبلغت السلطات غزار بأنه مصنف في الملف S، وهو نظام فرنسي خاص بمراقبة الأشخاص المشتبه في إمكانية تهديدهم للأمن العام، إضافة إلى إدراجه في ملف "الأشخاص المبحوث عنهم".
بعد ليلة من توقيفه.. الشرطة الفرنسية تفرج عن صحفي جزائري
— هشام السنوسي (@Pirana_dusahara) December 10, 2025
🔴🔴خلافًا لما تروّج له وكالة الأنباء الجزائرية، لم يكن طرد قناة RMC الفرنسية للجزائري مهدي غزار (غشت 2024) بسبب مواقفه الداعمة لغزة، بل نتيجة تهجّمه على المغرب، دولةً و شعبًا و نظامًا، خلال ظهوره الإعلامي.
🚨توقيف… pic.twitter.com/GDIgOELjwZ
ووفق معطيات متقاطعة، جرى التوقيف قرب مقر إقامته في العاصمة باريس، في وقت يؤكد غزار أنه يتعرض منذ أشهر لـ"مضايقات أمنية" في مطارات فرنسا لدى الدخول والخروج، دون تقديم تبريرات واضحة.
خلفيات مهنية متشابكة وطرد مثير من RMC
يعتبر مهدي غزار واحداً من الوجوه الإعلامية التي أثارت جدلاً واسعاً خلال العامين الماضيين. فقد كان محللاً في برنامج "Grandes Gueules" على إذاعة RMC الفرنسية قبل أن تنهي القناة تعاقدها معه في أغسطس 2024، عقب تصريحات حادة ومسيئة للمغرب خلال ظهوره على قناة جزائرية.
وعلى خلاف الرواية التي تبنتها وسائل إعلام جزائرية، والتي ربطت الطرد بدعمه لغزة، أكدت RMC أن القرار جاء بسبب "تصريحات غير مقبولة" تضمّنت إساءة مباشرة للمغرب شعباً ونظاماً. واستمرت تصريحاته حينها لتتجاوز ساعة كاملة من الهجوم على المملكة، ما أحدث ردود فعل واسعة في فرنسا والمغرب.
بعد موجة الانتقادات، نشر غزار فيديو اعتذار للمغاربة، قال فيه إن تصريحاته "أُخرجت من سياقها" وإنها كانت موجهة للحكومة لا للشعب، واصفاً المغاربة بـ"الشعب الشقيق"، لكن الاعتذار قوبل بتشكيك في دوافعه.
اعتقال قصير… وتداعيات دبلوماسية مستمرة
أثار توقيف غزار استياء أوساط إعلامية جزائرية، حيث رأت فيه "استهدافاً ممنهجاً" للصحفيين الجزائريين في فرنسا، وربطت الخطوة بما سمّته "سياسة المعاملة بالمثل" رداً على حوادث سابقة طالت صحفيين فرنسيين بالجزائر.
في المقابل، رحبت أصوات مغربية بالإجراء، معتبرة أن غزار "روّج للكراهية" في خرجاته الإعلامية السابقة، في حين لم تصدر السلطات الفرنسية تصريحاً رسمياً يوضح خلفيات التوقيف.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوتر بين باريس والجزائر بسبب ملفات الهجرة والأمن وحرية الصحافة، فضلاً عن الخلافات التقليدية المرتبطة بالعلاقات الفرنسية-المغربية وموقف الجزائر منها.
ملف S… بين الأمن والسياسة
إدراج غزار في الملف S أعاد إحياء النقاش حول مدى شفافية هذا النظام الأمني شديد الحساسية، والذي غالباً ما يُستخدم في تتبع المتطرفين أو الأشخاص ذوي الأنشطة المريبة. وتتحفظ السلطات الفرنسية عادة عن تقديم تفاصيل دقيقة حول المعنيين بهذا التصنيف، ما يفتح الباب أمام التأويلات السياسية.
ورغم الإفراج السريع عنه، يظل إدراج اسمه في هذا النظام مؤشراً على أن السلطات الفرنسية تراقب تحركاته بدقة، في سياق قد لا ينفصل عن نشاطه الإعلامي الحاد وتصريحاته السابقة التي أثارت جدلاً واسعاً.
الطرد من RMC… بين روايتين
الرواية الجزائرية
-
الطرد جاء بسبب "الدفاع عن غزة".
-
فرنسا تمارس ضغوطاً على الأصوات المنتقدة لسياستها في الشرق الأوسط.
الرواية الفرنسية
-
الطرد سببه تصريحات "عنصرية ومهينة" تجاه المغرب.
-
ظهور غزار على قناة جزائرية ومهاجمته للمغرب كان النقطة المفصلية التي أنهت مساره المهني داخل RMC.
النتيجة الفعلية
-
إنهاء التعاقد فوراً في أغسطس 2024.
-
نشر فيديو اعتذار للمغاربة.
-
استمرار الجدل حول دوافع التصريحات والسياق السياسي المحيط بها.
تسلسل زمني لأبرز الأحداث
| التاريخ | الحدث |
|---|---|
| أغسطس 2024 | طرد مهدي غزار من RMC بعد تصريحات مسيئة تجاه المغرب. |
| أغسطس 2024 | نشر فيديو اعتذار موجه للشعب المغربي. |
| ديسمبر 2025 — مساء الثلاثاء | توقيف غزار وإبلاغه بإدراجه في الملف S. |
| ديسمبر 2025 — صباح الأربعاء | الإفراج عنه دون تهم بعد ساعات من الاستجواب. |
خلاصة
يشكل توقيف مهدي غزار محطة جديدة في مسار التوتر الذي يطبع العلاقات بين باريس والجزائر، خاصة في ظل ما يرافق الحادثة من سجالات إعلامية وسياسية مرتبطة بحرية الصحافة والتصنيفات الأمنية والارتباطات الإقليمية. وبينما تصر وسائل إعلام جزائرية على تفسير الحادث باعتباره استهدافاً سياسياً، تؤكد مصادر فرنسية أن الأمر يدخل في إطار إجراءات أمنية بحتة.
ويبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل غزار المهني، ومدى تأثير هذه القضية على مساره الإعلامي وسط هذا المناخ السياسي المشحون.
